اختتام اليوم الأول من مؤتمر "دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني"

اختتم مؤتمر "دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني" المنعقد في جامعة بير زيت مساء اليوم السبت، اليوم الأول من أعماله، الذي شمل عدة محاور من خلال عدد من المداخلات قدمها عدد من الباحثين الفلسطينيين من مختلف المناطق

اختتام اليوم الأول من مؤتمر "دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني"

اختتم مؤتمر 'دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني' المنعقد في جامعة بير زيت مساء اليوم السبت، اليوم الأول من أعماله، الذي شمل عدة محاور من خلال عدد من المداخلات قدمها عدد من الباحثين الفلسطينيين من مختلف المناطق، وجاء تنظيم المؤتمر بالتعاون بين مركز 'مدى الكرمل' للعلوم الاجتماعية التطبيقية في حيفا ومؤسسة الدراسات الفلسطينية.

وقدم الباحث خليل الهندي، عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، مداخلته  في الجلسة الافتتاحية، وأكد على ضرورة إعادة جدولة أولويات الشعب الفلسطيني في ظل المأزق الراهن التي تمر به القضية الفلسطينية.

وقال إنه يتعين على المؤسسات البحثية العمل على تشبيك الجهد المشترك وهذا تفرضه طبيعة التحديات الراهنة والمستقبلية وفي لحظة حاسمة من أزمة المشروع الوطني، وأضاف 'علينا التعلم من تجربة فلسطينيو 48 المقارعة والصمود، ومن هنا تنبع أهمية هذا المؤتمر، إذ علينا الاجتهاد والعمل على ابتكار استراتيجيات عمل ونضال تراعي التنوع والتعدد، وعلينا أن نكف عن البحث والسعي وراء الحلول السريعة كما حصل لدى السلطة الفلسطينية، وبالتالي علينا العمل لإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني، وإعادة وحدته بعد ترسخ التشرذم والانقسام، ليس على المستوى السياسي فقط، بل النفسي والمعنوي'.

واستعرض الباحث د.مهند مصطفى في الجلسة الافتتاحية بإيجاز أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية، وقال إن هناك عدم وضوح لدى الفلسطينيين ولبس في العلاقة بين الداخل وسائر الشعب الفلسطيني، وكأن لدى الداخل مشروع الصمود والبقاء ومشروع المساواة، ومع التطورات اندمجا الاثنين، ويعود ذلك بفعل الحكم العسكري وغيره من العوامل، ولكن في ظل أوسلو بات المشروع أوضح وأن أوسلو أيضا وضّح المشروعين الفلسطيني والإسرائيلي، بحيث تم اختزال المشروع الفلسطيني بنتائجه اليوم وتعزيز يهودية الدولة وتوحش الاحتلال وطرح حل الدولتين، وإخراج عرب الداخل من دائرة الصراع. وفي ظل هذه المعادلة حاول عرب الداخل إيجاد مكان في ظل الإقصاء، علما أن المشروعين في الداخل وعموم فلسطين وصلا إلى طريق مسدود مما يحتم البحث عن مشروع وطني فلسطيني وفهم مكانة فلسطينيو الداخل بالمشروع الوطني الفلسطيني.

الباحث ماهر الشريف استعرض ملخص نظرة منظمة التحرير وموقعهم في إسرائيل ودورهم النضالي، وتناول آثار النكبة وتداعياتها وقال إنه 'عندما صاغت منظمة التحرير برنامجا غاب مكون عرب 48 عنه، ولم تكتشف الفصائل الفلسطينية الطاقات الكامنة لديهم، حتى بعد أن تبنت هذه الفصائل البرنامج المرحلي في أواسط السبعينات بعد يوم الأرض وحتى بعد الخروج من بيروت والبحث عن مسار للتسوية وصولا إلى أوسلو، لم تتحدث عن عرب الداخل، واعتبر التيار القومي بالداخل بأن ذلك يكرس الإقصاء والعزل عن باقي أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك باعتبار أن لهم خصوصية، وكان جزء من منظمة التحرير يرى أن دور عرب 48 يكمن في تعزيز قوى السلام الإسرائيلي، وبعد العام 2006 أصبح في التوجه احترام ومراعاة لخصوصيتهم واستمرار الرغبة بأن يقوموا بدور تعزيز قوى السلام في إسرائيل، إلا أنه تبين وهم التسوية لاحقا وسقط الرهان على أوسلو، ونحن نلاحظ أن المكون الثالث من الشعب الفلسطيني، ألا وهو الداخل، يبرز ويأخذ الثقل، ونحن نعلق آمالًا على القائمة المشتركة مع أهمية التشبيك لإعادة بناء المشروع الوطني'.

وقدمت د. هنيدة غانم مداخلة حول العلاقة بين شقي الخط الأخضر، تطرقت للعلاقة بين شقي الخط الأخضر ورفضت مقولة الخصوصية والوضعية الخاصة والاستثناء الذين يطلقوها على عرب الداخل، وهذه الوضعية ليست مفهومة ضمنا، ولماذا شكلت المواطنة الإسرائيلية مرجعية لتحديد مكانتهم ولفتت إلى أن أنماط  وأسس العلاقة  تعمق من هذه الخصوصية سلبًا، وشددت غانم على أن العلاقة الحالية بين الطرفين هي علاقة تشوبها إشكالية إذ ليس هناك محاولات للبحث وسبر غور هذه العلاقة، وهناك نظرة متبادلة متناقضة لهذه العلاقة، فهناك علاقة مرتبكة ونظرة رومنسية مقسمة في ثنائية من جهة فيها صمود وبقاء ونضال وهناك انبطاح واستسلام، والمطلوب البحث عن آليات لتغيير هذه الصورة النمطية.

وتطرق بروفيسور مصطفى كبها للخلل القائم في العلاقة بين شقي الخط الأخضر، وقال إن المطلوب هو ممارسة على الأرض ينسجم مع فكرة إعادة بناء المشروع الوطني، واستعرض بعض المحطات التاريخية لدور عرب 48 ونضالهم من أجل العودة لقراهم التي هجروا منها، وكذلك مقاومة وصمود من تبقى بالوطن ومواجهة مواصلة عملية الاقتلاع والتهجير، وكذلك الحركات السياسية التي نشطت في الخمسينات في ظل الحكم العسكري رغم الحصار والملاحقة. كما تطرق إلى دور المثقفين والكتاب بالأدب المقاوم وشدد أن هذا التواصل لم ينقطع وأن صمود عرب الداخل عزز صمود باقي أبناء الشعب الفلسطيني عام 67.

أما رشيد الخالدي، فتطرق للناحية الثقافية وأهميتها، وقال في مداخلته 'علينا اليوم التشديد على الحقل الثقافي والعلمي والثقافة بمفهومها الواسع بكل ما يتعلق بحياتنا المعرفية والروحية وفي ظل غياب الحقل السياسي وتراجعه كما هو حاصل، ليجمع أجزاء الشعب الفلسطيني الذي يزداد تشرذما، لذلك تبرز الأهمية البالغة لتفعيل الحقل الثقافي بدليل أنه بعد نكبة عام 48 وفي أواسط الخمسينات، برزت أهم الرموز الثقافية لإعادة تكوين الشخصية والكيانية الفلسطينية وهذا يتطلب خطة من جميع الفصائل الوطنية على شقي الخط الأخضر لإعادة تشكيل هذا الربط بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني بما فيه الشتات'.

واستعرض رائف زريق عوامل وأسباب تشكيل القائمة المشتركة، وقال إن هناك تحديات كبيرة ـمام المشتركة، وشدد على أنه إذا كانت نفس الأسباب التي فرضت تشكيل المشتركة، أي نسبة الحسم، فهو سيئ للغاية. ولفت إلى أن الوحدة يجب ألا تطغى على الاختلاف، لأن انتهاء الاختلاف يعني موت سياسي وأن المشتركة اتخذت سقف جديد لها وسيأخذ وقت لملائمة نفسها واستيعاب هذا السقف.

 ولفت أيضا إلى أن المشتركة تمثل جمهور المصوتين وليس كل عرب الداخل، مما يفتح مجال ليكون جسم ثالث يقاطع الانتخابات ويمثل الشرائح غير المصوتة/ ولا نعرف من الجسم الثالث لكن يبقى أن تستطيع المشتركة لعب دور وحدوي بناء قوي للمتابعة لتكون المرجعية، لكن يجب ضبط الهيكلية التنظيمية والحزبية مع مراعاة الأشخاص المؤهلين وإمكانياتهم.

وتحدث بروفيسور أمل جمال عن القائمة المشتركة، وقال إنها ظاهرة سياسية مهمة خاصة أنها سارت بعكس التيار في المنطقة العربية التي تعاني حالات الاقتتال والانقسامات والتشرذم، واعتبر جمال أنها فرصة تاريخية يجب الاستفادة منها بغض النظر عن أسباب وعوامل تشكلها، وقال إن عدم تغيير أنماط عمل المشتركة سيعرضها للاهتزاز والمخاطر، فهي مهمة جدا على المستوى البرلماني ومهمة على المستوى الداخلي وأزمات المجتمع، وأن المشتركة أحدثت تغييرًا معين في السلوكيات السياسية و'لا أعتقد أن هناك أهمية للفروقات الأيديولوجية في العمل بالكنيست'.

وتطرق عوض عبد الفتاح في مداخلته أيضا لغياب المشروع الوطني الفلسطيني، وقال إن النجاح في ترتيب وضعنا الداخلي قد يفتح مجالًا أرحب للمساهمة في بناء مشروع وطني فلسطيني. ولفت إلى أهمية الأوراق التي قدمت في المؤتمر وقال 'يجدر بأقطاب المشتركة أن يقرأوا هذه الأوراق.

وعن القائمة المشتركة قال عبد الفتاح إنها 'لازالت تجربة حديثة العهد ومن المبكر الحكم عليها'، وشدد على أهم أسباب سعي التجمع الوطني لتشكيل القائمة وأعاز ذلك إلى حالة التمزق العربي والأفق المسدود أمام الفلسطينيين وكذلك لمواجهة الآفات المجتمعية بالداخل، مثل الطائفية والعنف والانقسامات على اختلافها، وقال إنه 'كان لزامًا علينا اتخاذ هذه الخطوة لحماية مجتمعنا من الضياع'. وحول الحديث عن الخصوصية لعرب الداخل قال إنه 'بالطبع هناك خصوصية وهي المواطنة الإسرائيلية التي أنتجت ذهنية وعقلية مختلفة، آمل أن يشارك عرب الداخل في صياغة المشروع الوطني الفلسطيني، وأعتقد أن هناك جيلًا ينمو ويتحرك ليكون جزء من هذا المشروع'.

وقدم الباحث د. إمطانس شحادة وغادة المبحوح نتائج استطلاع حول الهوية والانتماء ومقارنة بين شقي الخط الأخضر، واستنتجا من نتائج الاستطلاع أنه رغم عدم التواصل الجغرافي، لكن هناك وجودًا لهوية جمعية.

وقالت المبحوح إن 'هناك تخيل لدى المستطلعين بين شقي الخط الاخضر يدلل على الهوية الجمعية، لكن يبقى السؤال كيف يمكن تحويل هذا التخيل إلى واقع ضمن مشروع وطني فلسطيني؟'.

التعليقات