"الطنطور إلنا"... نضال موحد في جديدة المكر

ينشط أهالي جديدة المكر والقرى المجاورة من أجل إسقاط المخطط الرامي إلى مصادرة مئات الدونمات من أراضي طنطور، واتباعهم شتى الوسائل القانونية بهدف استعادتها لنفوذ جديدة المكر.

"الطنطور إلنا"... نضال موحد في جديدة المكر

 ينشط أهالي جديدة المكر والقرى المجاورة من أجل إسقاط المخطط الرامي إلى مصادرة مئات الدونمات من أراضي طنطور، واتباعهم شتى الوسائل القانونية بهدف استعادتها لنفوذ جديدة المكر.

جمع في الأيام الأخيرة آلاف التواقيع الرافضة للمخطط الهادف إلى إخلاء عكا من سكانها العرب وخصوصا البلدة القديمة ونقلهم إلى أراضي طنطور التابعة لأهالي جديدة المكر.

وكان الحراك الشعبي الموحد واللجنة الشعبية في جديدة المكر قد دعيا إلى مواصلة النضال من أجل طنطور والمشاركة في الوقفة التضامنية أمام مكاتب اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء اليوم، الإثنين، تحت كلمة واحدة ومشتركة 'طنطور إلنا'.



لب القضية

وذكر مركز عمل الحراك الشعبي الموحد واللجنة الشعبية في جديدة المكر، جمال أبو شعبان، لـ'عرب 48'، أن 'قضية مصادرة الأراضي في المجتمع العربي هي لب القضية الفلسطينية ولب الصراع على الأرض والهوية الفلسطينية في الداخل'. 

واستطرد قائلاً إن 'قضية مصادرة الأراضي جاءت لاستهداف الأقلية العربية في الداخل بحكم القوة، حيث أن مصادرة أراضي طنطور جرت عام 1976 في موجة المصادرات التاريخية المعروفة، والتي على أثرها اندلعت احتجاجات يوم الأرض الخالد وراح ضحيتها شهداء أبرار'.

وأضاف أنه 'جرى حينها مصادرة أراضي طنطور دون أي مبرر أو غاية سوى مصادرة أراضي العرب وفرض سياسة القوة الغاشمة، 'حاكمك ظالمك'، بعدها بدأ التلويح بإقامة مدينة يهودية على أراضي طنطور وجرى إلغاء المخطط في الثمانينات، أضف إلى إلغاء مشروع آخر عبارة عن إقامة مستشفيات للأمراض النفسية، ثم في أوائل التسعينات وفي ظل موجة الهجرة من أوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي جرى التخطيط لإقامة مستوطنة يهودية على أراضي طنطور وإلغاء ذلك حينذاك أيضاً'.

وتابع أن 'المخططات الخبيثة عادت مرة أخرى عام 2008 بإقرار إقامة مدينة على أراضي طنطور المصادرة من أهالي جديدة المكر، حيث أن طنطور تعتبر الرئة الوحيدة لجديدة المكر من ناحية التوسع السكاني واستغلالها بشتى المجالات سواء كانت الرياضية أو التعليمية أو التجارية التي نعتبر جديدة المكر بأمس الحاجة لها. كلي أسف لقيام بعض ضعفاء النفوس الذين سقطوا تحت إغراء وإرهاب سماسرة الأراضي مقابل مبلغ مادي هزيل، من خلال بيع وتبديل أراضي أجدادهم الذين لم يفرطوا بها من قبلهم وسجلوا موقفاً تاريخياً بذلك الحين من منطلق عدم التفريط بأرضك لصالح محتل أرضك'.

واختتم أن 'ردنا على سماسرة الأراضي سيكون باستعادة أراضي طنطور إلى نفوذ جديدة المكر من أجل النهوض بالمشاريع الإسكانية والاقتصادية والتعليمية، وإبطال الجريمة المزمع إقامتها على الأراضي'.

وقفة رجل واحد

وقال الناشط في الحراك الشعبي الموحد بجديدة المكر، حلمي شيمي، لـ'عرب 48'، إننا 'في جديدة المكر نرفض رفضاً قاطعاً المخطط القاتل للسكان، ودائماً ندعو المواطنين للوقوف وقفة رجل واحد من أجل التصدي للمخطط المزمع إقامته في ظل معاناتنا من ضائقة وضغوطات من كافة الاتجاهات المحيطة بالقرية'. 

وأضاف أننا 'سنستنفذ كل ما لدينا من إمكانيات قانونية لمقاومة المخطط والعنصرية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية، علماً أنه لم يتبق لدينا أي منطقة لاستغلالها سوى طنطور، ومن هذا المنطلق أرى بأن من باع أرضه فقد باع نفسه وبلده أولاً، وحبذا لو خرج من القرية أيضاً، كون جميع الديانات أثنت على عدم بيع الأراضي للمحتل ومغتصب الأرض'.

وأردف أن 'قرية جديدة المكر تفتقد كل عام عدداً من أبنائها رمياً بالرصاص، فما بالك عندما يستقطبوا شريحة لن نتأقلم معها ولسنا بدراية عن عاداتها وتقاليدها'.

وأنهى حديثه بالتوجه لسماسرة الأراضي قائلاً إننا 'تمكنا من كشف عدد من الأسماء الذين تسول لهم أنفسهم بسلب الأراضي، وعليه قمنا بتحذير أصحاب الأراضي حيال الإغراءات المقدمة منهم، ومن هنا أطالب سماسرة الأراضي بالعدول عن مسارهم الذي يجسد عدم المخافة من الله عز وجل، وعدم الوقوف في وجه المؤامرات الصهيونية وسلب الأراضي من أصحابها'.

الرئة الوحيدة

وذكر عضو اللجنة الشعبية، محاسن قيس، لـ'عرب 48'، أن 'أراضي طنطور جزء لا يتجزأ من أراضي جديدة المكر من قبل قيام الدولة، وفي عام 1976 جرت مصاردتها من أصحابها واندلعت حينها هبة جماهيرية وقامت الدنيا ولم تقعد'. 

وأضاف أنه 'بين عامي 2003 و2004 قدم د. عزمي بشارة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي وأحزاب عربية أخرى حينها اقتراحاً بإعادة الأراضي لأصحابها، وذلك بحسب ما ينصه القانون الإسرائيلي في حال عدم قيام الدولة بأي مشروع على الأراضي المصادرة في غضون 25 عاما، حيث أن الحكومة أيقنت في ذلك الحين بهذه الثغرة وعملت على سدها من خلال سنها لقوانين مغايرة أخرى من أجل منع إعادة الأراضي للمواطنين العرب'.

وتوجه بالشكر للحراك الشبابي لما يبذله من جهد من أجله التصدي لمثل هذه المخططات.

وأكد أن 'التكاتف ووقوف المواطنين إلى جانب بعضهم البعض هو الكفيل بإلغاء المخطط الذي يهدف إلى سلب الأراضي من مسطح جديدة المكر، وعليه نطالب بإقامة مشاريع تحت سلطة جديدة المكر باعتبار أنها الرئة الوحيدة التي نتنفس منها على كافة الأصعدة'.

اقرأ أيضًا| غدا: وقفة تضامنية من أجل طنطور

التعليقات