تشهد أسواق البلدات العربية في هذه الأيام حركة تجارية نشطة عشية عيد الأضحى المبارك، إذ يتوافد الأهالي للتجهيز لمستلزمات العيد، من ملابس وحلويات ولحوم وأشياء أخرى.
ويأتي هذا الإقبال على الرغم من موجة الغلاء وارتفاع الأسعار الذي بات يشكّل عبئا إضافيا على العائلات، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث سُجّل غلاء ملحوظ في أسعار السلع الأساسية، وفي مقدمتها اللحوم، والتي ارتفعت بنسبة تراوحت بين 130% - 200% مقارنة بالعام الماضي.
شاهد | رغم الغلاء وارتفاع الأسعار.. حركة تجارية نشطة عشية عيد الأضحى المبارك
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 5, 2025
للتفاصيل
https://t.co/ndnDXdFC1A pic.twitter.com/qAXq9Y961l
تجهيزات
وقال قاسم صبيح من سكان مدينة الناصرة لـ"عرب 48" إنه "بدأت التجهيز وشراء المستلزمات لعيد الأضحى في الأيام الأخيرة، من شراء خضار وفواكه ولحوم وحلويات وسط الغلاء الحاصل في الأسعار".

وتابع أن "الغلاء الحالي لا يوصف، وقد طال كافة السلع الأساسية، وهذا الغلاء يقحم رب الأُسرة متوسط الدخل بأزمة مالية ليست بسيطة، إذ يُجبر على أن يقترض أو يشتري بالدين أو التنازل عن سلع أساسية مثل اللحوم أو شراء الملابس العيد للأبناء".
وقدّر صبيح سعر مشتريات العيد قائلا إنه "باعتقادي أن سعر مشتريات العيد الكاملة اليوم تصل إلى 5 - 6 آلاف شيكل دون الحديث عن العيديات، مقارنة بسنوات قليلة مضت إذ كانت تكلف بين 1500 - 2000 شيكل".
حركة نشطة
وأكد أشرف دراوشة من سكان مدينة عرابة البطوف، وهو صاحب محل تجاري، لـ"عرب 48" أنه "بدأنا ملاحظة الحركة النشطة للأهالي الذين يتجهزون لعيد الأضحى في الأيام الأخيرة، وهذه الحركة بنشاط مستمر مع الاقتراب ليوم غد الجمعة أول أيام العيد".

وأشار دراوشة إلى أن "غالبية الزبائن لم يبادروا باختصار مشترياتهم من جراء الغلاء الحاصل، إذ أن الناس باتت تعيش في مستوى رفاه معين ولا تحبذ التنازل عنه حتى وإن اضطرت للاقتراض من البنوك".
مستلزمات العيد
وتحدثت تهاني هريش من الناصرة لـ"عرب 48" قائلة إنه "بدأنا التجهيز وشراء مستلزمات العيد من خضروات، وفواكه، ولحوم، وحلويات".
وأكدت هريش أن "غلاء الأسعار الحالي غير مسبوق ويسبب لاختصار شراء بعض السلع، لكن بطبيعة الحال الكم الأكبر من المستلزمات لا بد من شرائها".
عطلة العيد

من جهتها، قالت وفيقة بدارنة من عرابة البطوف لـ"عرب 48" إنه "لن أجهز أي شيء للعيد هذا العام بسبب سفري أنا والعائلة إلى خارج البلاد لقضاء عطلة العيد والخروج قليلا من الأجواء المشحونة وأجواء الضغط في البلاد".
وأشارت إلى أنه "عادة ما نقضي عطلة العيد في البيت بين الأهل والأصحاب، لكننا اخترنا هذا العام أن نقضيها خارج البلاد".
وختمت بدارنة بالقول إن "غلاء الأسعار واضح وفاحش وقد اعتدنا عليه، وتحديدا أسعار اللحوم والفواكه والحلويات التي تعتبر أشياء أساسية في العيد. هذا الغلاء لم نشهده خلال السنة الماضية والتي أيضا كانت متزامنة مع الحرب".
أوضاع غير مريحة

وقال حسام بشناق من عرابة البطوف، وهو صاحب محل تجاري، لـ"عرب 48" إنه "كأصحاب محلات جاهزون من ناحية البضائع والكميات لاستقبال كافة الزبائن، لكن حقيقة أن الأهالي نفسيا واقتصاديا غير مرتاحين وهذا الأمر ينعكس على الحركة الشرائية".
وعن مدى اختصار الناس للمشتريات مع موجة غلاء الأسعار، قال بشناق إنه "صراحة، الأهالي لا يقللون حجم مشترياتهم على الرغم من الغلاء المستمر. هذا الغلاء غير طبيعي، ونحن كأصحاب محلات نشعر بهذا".
وتابع أنه "يجب أن تكون هناك لجنة أو كتلة أو جهة تحارب ظاهرة الغلاء التي بتنا نراها في ازدياد يوما بعد يوم دون أي مبررات حقيقة للغلاء".

وختم بشناق حديثه بالقول إنه "نتمنى أن تزول هذه الغيمة عن شعبنا في كل مكان، وأن تتحسن الأوضاع اليومية على كافة المجالات في مجتمعنا العربي ولدى أبناء شعبنا".
اقرأ/ي أيضًا | ارتفاع أسعار اللحوم في البلاد.. الأسباب والتوقعات
التعليقات