بقع دماء متناثرة على جدران البنايات المجاورة، وحالة ذهول وفزع ما زالت تسيطر على الأهالي في حي خلة الغزال بمدينة طمرة، في منطقة الجليل، شمالي البلاد، من جراء سقوط وانفجار صاروخ إيراني مساء أمس السبت، خلّف سقوط 4 ضحايا وعشرات الإصابات، ودمار كلي وجزئي للمنازل والبنايات في دائرة قطرها نحو 700 متر.
قُتلت كل من منار قاسم أبو الهيجاء خطيب وابنتيها شذى وحلا خطيب، وقريبتهن منار فخري ذياب خطيب، في حدث فاق كل التصورات والتوقعات والأحداث التي حصلت خلال الحرب مع حزب الله اللبناني، بموجب وصف الأهالي.
قالت السيدة نهاية عرموش من سكان طمرة، "لعرب ٤٨"، نحن الآن شعرنا وأدركنا الهلع ومعناه، وهو واقع تعيشه غزة منذ سنتين، بشكل يومي، هذه حرب طاحنة ونرجو أن تنتهي بأسرع وقت". pic.twitter.com/PGRUhcK1hF
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 15, 2025
تروي دعاء حمادي، من سكان الحي، لـ"عرب 48" اللحظات الأولى لوقوع الفاجعة "عند سماع صافرات الإنذار دخلنا إلى الملجأ وسمعنا صوت الانفجار، مباشرة انقطع التيار الكهربائي وشبكة الإنترنت، خرجنا بعد دقائق وصوت العويل والصراخ يسود في الحي وينذر بوقوع مصيبة كبرى".
"دمار كبير وكل شيء محطّم" تكمل حمادي، وتضيف أنه "خرجت من المنزل والدمار في كل مكان! لم نعرف ماذا سنفعل؟.. الاتصالات منقطعة ولا نستطيع الاتصال مع الشرطة أو الإسعاف الذين وصلوا متأخرين أصلا".
وتتابع أنه "كان هناك تقصير واضح من الشرطة والسلطات الرسمية"، تشير حمادي إلى أن "الشرطة والإنقاذ والطوارئ وصلوا متأخرين إلى مكان الفاجعة، ولم أشعر بأنهم ساعدوا بالفعل على العكس تماما فقد كانوا عائقا على حركة السير وعلى وصول الإسعاف للمكان نتيجة".
"مستحيل أن أنسى هذه المشاهد" تسهب حمادي، وتؤكد أنه "لا يمكن أن أنسى هذه المشاهد، مشاهد الدماء المتراشقة والدمار في كل مكان، وصراخ وبكاء الأهالي والحسرة في عيونهم، ومشهد والد الضحايا الذي جاء وأخذ قميص ابنته وقال «على القليلة اشي من ريحة بنتي»".
وصفت دعاء حمادي، وهي من سكان الحي الذي سقط فيه الصاروخ في مدينة طمرة، المشهد لـ"عرب ٤٨" بقولها: إن "الحي تغيّرت معالمه بالكامل، وخرج الناس من تحت ركام بيوتهم مذعورين، في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات". وأضافت: "انتظرنا وصول فرق الإنقاذ والإسعاف، لكنها تأخرت كثيرًا، وما حصل كان… pic.twitter.com/X21gd2gypq
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 15, 2025
وحمّلت حمادي مسؤولية الأمور الحاصلة وسقوط الضحايا والدمار الكبير للحكومة الإسرائيلية، واعتبرت تعامل الحكومة مع المواطنين العرب تعاملا عنصريا.
"يرقصون على وجعنا" قالت حمادي ولفتت إلى مقطع فيديو بيّن مواطنين يهود يغنّون ويهتفون "لتحترق بلدتكم" أثناء سقوط الصواريخ على طمرة.
وختمت حمادي حديثها بالقول إنه "نموت ونرى أشلاء، وعدد من المواطنين اليهود يرقصون على وجعنا! لو صوّر هذا الفيديو مواطن عربي لتم إلقاء القبض عليه على الفور، ورأينا في اليومين الأخيرين اعتقال الشرطة لعدد من الشبان العرب لأسباب تافهة مثل نشر على ستوري وغيره".

"عاصرت كل الحروب ولم أر دمارا كهذا!" يقول جار الضحايا، بسام كيوان، لـ"عرب 48"، ويضيف أن "ما حدث غير متوقع ولم نره من قبل مطلقا! في اللحظات الأولى انتشر الغبار والرمل ولم نستطع رؤية أي شيء".
"أصبت أنا وزوجتي وابنتي ونزفنا دماء" يكمل كيوان، ويشير إلى أنه "كنت أنا وزوجتي وابنتي داخل المنزل، إذ بالانفجار يحصل ويدمّر كل شيء، نزفنا أنا وزوجتي وابنتي! بعد دقائق ورؤية الدمار في الخارج والإصابات والدماء، شعرت بهبوط حاد ولم أستطع الحركة".
"زلزال بكل ما تحمل الكلمة من معنى" يقول أحد سكان الحي، خالد حجازي، لـ"عرب 48" إنه "استيقظت من النوم على دوي صافرات الإنذار، وما أن خرجت من المنزل حتى سمعنا صوت الانفجار وشعرت بأثره على وجهي وجسمي، أمر فظيع جدا ودمار شامل في الحي".
وصف أهالي طمرة، في حديثهم لـ"عرب ٤٨"، سقوط الصاروخ بأنه أشبه بزلزال ضرب الحي، إذ ترافق مع غبار كثيف أعاق الرؤية، مما جعلهم لا يدركون ما حدث في البداية. وسرعان ما هرعوا إلى المنزل الذي سقط عليه الصاروخ، وحاولوا رفع الركام وإسعاف جيرانهم الذين تطايروا من شدة الضربة. pic.twitter.com/s2ruzXRGED
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 15, 2025
ويتابع حجازي أنه "رأينا الأشلاء متناثرة في الحي، يد في مكان ورجل في مكان.. مشاهد موجعة ومؤلمة جدا، لم نتوقع لهذا أن يحصل".
"شعرنا بما يحدث في غزة" تقول نهاية كنعان عرموش، من سكان الحي لـ"عرب 48"، وتكمل أنه "اليوم، شعرنا فعليا بمعنى الهلع والرعب، مناظر مخيفة ومفزعة.. نتابع الأخبار ونرى ما يحدث في غزة بشكل يومي، اليوم فقط بتنا نشعر بما يحدث في غزة بشكل حقيقي، حرب طاحنة مخيفة ونتمنى من الله السلامة".




التعليقات