دعوات متزايدة لاعتماد تقييم المدرسة بديلا عن امتحانات البجروت

دعا تربويون وطلاب من المدارس الثانوية وزارة التربية والتعليم إلى اعتماد تقييم المدرسة بديلا عن امتحانات البجروت بسبب الأجواء غير المناسبة للدراسة والتقدم للامتحانات في ظل الحرب الإسرائيلية على إيران وسقوط صواريخ إيرانية في البلاد.

دعوات متزايدة لاعتماد تقييم المدرسة بديلا عن امتحانات البجروت

توضيحية (Getty Images)

في ظل حالة القلق والخوف التي تخيم على الأجواء في البلاد، تتصاعد المطالبات في الأوساط التعليمية بضرورة احتساب تقييم المدرسة كبديل لامتحانات التوجيهي (البجروت) لهذا العام، وذلك بسبب الظروف الأمنية والنفسية الصعبة التي يواجهها الطلاب، والتي يرى كثيرون أنها تعيق قدرتهم على التحضير والتقدم للامتحانات بشكل فعال.

ويؤكد تربويون وطلاب أن إجراء الامتحانات أو التأجيل المتكرر لها في ظل هذه الأحداث قد يؤثر سلبًا على نتائجهم وعلى مسيرتهم التعليمية المستقبلية وفرصهم في الالتحاق بالتعليم العالي داخل البلاد أو خارجها.

ويرى الداعمون لهذا المطلب أن تقييم المدرسة، الذي يستند إلى سنوات من المتابعة والتقييم المستمر من قبل المعلمين، يعكس بشكل أدق مستوى الطالب الحقيقي، ويوفر حلاً عادلاً ومنطقيًا في هذه الفترة العصيبة.

شرف حسّان

ويرى رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسّان، أن "مطالب احتساب تقييم المدرسة وإلغاء امتحان البجروت هي مطالب مفهومة".

وقال حسّان في حديثه لـ"عرب 48" إن "هناك حالة قلق وخوف ولا أحد يعرف ماذا ينتظره، تأجيل امتحانات بشكل مفاجئ لها ثمن كبير مهنيا ونفسيا، وترك الأمور معلقة يؤدي إلى التأجيل، وحلول أخرى تؤجل مسيرة الطالب التعليمية وتؤدي إلى ضرر وخاصة للطلاب العرب".

وأكد أن "الكثيرين من الطلاب العرب يمكن أن يبدأوا تعليمهم خلال السنة الدراسية المقبلة، سواء في البلاد أو الخارج، وأي قرار خلاف احتساب تقييم المدرسة واعتماده يؤدي إلى ضرر، والتأجيل له ثمن كبير. الطالب يتواجد في المدرسة لمدة 12 سنة ويمكن اعتماد العديد من الأدوات غير البجروت بغض النظر عن موقفي من امتحان البجروت، فالتحدي الأساسي هو احتياجات الطلاب النفسية الاجتماعية وحالة الذعر الموجودة".

وأشار رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي إلى أن "بلدي طمرة نُكبت بارتقاء الشهيدات الأربع، منار أبو الهيجاء كانت طالبتي وبناتها تعلمن في المدرسة، والخريجة شذا رحمها الله كانت من خريجات مدرستنا، ورزان نتمنى لها طول البقاء طالبة في الصف الحادي عشر الذي يمتحن أيضا في البجروت، وكثير من مدارس طمرة لها علاقة مباشرة مع الضحايا، وكل بلدة فيها نكبة وخوف وقلق، فكيف يمكن إجراء امتحانات في هذه الأوضاع؟ هذا يتطلب اتباع طرق بديلة في طرق التقييم، وبالأساس نحن نطالب بوقف الحرب لأن هذه الحرب لا منطلق فيها وندفع أثمانا باهظة نتاج هذه الحروب".

ورأى المربي عبد الحكيم طربيه، مدير مدرسة في سخنين، أن "مطلب إلغاء امتحانات البجروت واحتساب التقييم المدرسي مطلب حق".

محمد بدارنة

وأكد طربيه لـ"عرب 48" أن "الوضع الأمني يصعب على الطلاب الدراسة وإجراء الامتحانات في ظل الخوف وصافرات الإنذار، ويجب دراسة هذا الأمر بشكل عميق".

وختم مدير المدرسة حديثه بالقول إن "مطلب اعتماد تقييم المدرسة هو مطلب منطقي ويجب العمل عليه واعتماده، طلابنا كانوا جاهزين للامتحانات، وعلامات المدرسة وتقييمها لا تقل أهمية عن امتحان البجروت".

ويقول الطالب في مدرسة المل الثانوية في سخنين، محمد بدارنة، لـ"عرب 48" إن "أفضل حل يمكن اعتماده فيما يتعلق بامتحان البجروت هو اعتماد علامة وتقييم المدرسة في ظل ما نعيشه هذه الأيام، لا وقت للدراسة ولا وقت للامتحان بشكل آمن".

وأضاف أن "أهم أمر بالنسبة لي الآن هو إنهاء امتحانات البجروت، وذلك للمضي قدما في حياتي، وتأخيرها هو عائق أمامي، بقي لي امتحان فيزياء وهو امتحان وحيد في السنة وليس فيه حتى موعد ثان للتحسين في حالة كانت العلامة سيئة بسبب ظروف الحرب".

وأشار بدارنة إلى أن "ما يشغل بالي ويقلقني هو متى ينتهي هذا الوضع؟ ليس لدي وقت للدراسة ولا أتخيل نفسي سنة بدون فعل شيء وبانتظار علامات البجروت، فالتخطيط كان هو البدء في الدراسة الجامعية مباشرة بعد إنهاء الثاني عشر، وأفضل من يقيّمني معلم الفيزياء الذي علمني على مدار ثلاث سنوات وامتحنني عشرات المرات، بما فيها امتحان الدبلوم (المدرسي) وكون الوزارة لا تعتمد علامة وتقييم المدراس فهذا يشير إلى غياب الثقة كما نشعر".

آية أبو صالح

وختم بدارنة حديثه بالقول إنه "لا أفهم تعنت الوزارة على علامة امتحان البجروت، نحن في فترة عصيبة صفارات الإنذار تنطلق على الدوام وليس هناك أي جو مناسب ومريح للدراسة".

وتقول الطالبة آية أبو صالح من مدرسة المل الثانوية في سخنين، لـ"عرب 48" إنه "نمر في ظروف صعبة وأيام غير طبيعية، فصفارات الإنذار تنطلق وتحدث حالة خوف وقلق لنا وأهلنا وأصدقائنا".

وأكدت أنه "نعيش في ضغط نفسي كبير جدا، ومعظمنا يعيش في مناطق تتعرض لتهديدات مستمرة، وهذا يؤثر بصورة مباشرة على قدرتنا على التركيز والتحضير للامتحان، وعلى سبيل المثال أنا طالبة متفوقة في مسيرتي التعليمية، ولدت لعائلة مكونة من 8 أنفار، جميعنا نعيش تحت سقف واحد وفي ظروف عادية، والحياة ليست سهلة، فما بالك إبان الحرب؟".

وأشارت إلى أن "كل فرد يحتاج حيزه الخاص ومجاله وحاجته للأمان الذي صار معدوما في هذه الفترة، فمع انطلاق كل صافرة إنذار نركض جميعا إلى الملجأ ونحاول تهدئة أخينا الصغير، فكيف لي في هذا الجو أن أتمكن من التركيز في الدراسة. لا يوجد مجال كهذا في هذه الفترة، وعمليا هي حاجة البقاء، هناك حالة تشتت أفكار وتفكير كبير بالخطر، وكابنة بكر في العائلة أبقى دائما مع الخوف والقلق على إخوتي الأصغر مني، وهذا يضعني في مسؤولية أكبر".

تامر طه

وختمت أبو صالح حديثها بالقول إنه "لا يوجد استقرار نفسي، وهناك حالة ضبابية، ونحن شهدنا ما حدث في طمرة، طالبات في عمرنا استشهدن، لا يوجد أمان واستقرار لتمكيننا من الدراسة".

ويقول الطالب تامر طه من ثانوية صالح سليمان في البعينة – نجيدات، لـ"عرب 48" إن "ظروفنا الحالية هي ظروف عصيبة، وكل ما أتمناه في هذه المرحلة هو تجاوز هذه الفترة بأمان".

وأوضح أنه "تقدمنا هذه السنة للعديد من امتحانات البجروت، ولكن الظروف الحالية تقف عائقا أمام التقدم لبقية الامتحانات".

وختم طه حديثه بالقول إنه "نرحب باقتراح احتساب الوزارة لتقييم المدرسة بديلا عن امتحانات البجروت خاصة أن المعلمين هم أكثر من يعرف أن يقُيّم الطلاب كونهم هم من جهزوا المواد التدريسية طوال الفترة الماضية، وهم الأعلم بقدرات الطلاب، وعلى الوزارة أن تؤخذ بالاعتبار مصداقية ونزاهة المعلمين".

التعليقات