يوميات حرب.. شوارع خالية وحياة معطلة

أحدثت الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران، ودوي صافرات الإنذار جراء إطلاق الصواريخ بشكل دوري، تخوفات عديدة وحالة قلق متصاعدة لدى الأهالي فضلا عن التغييرات التي طرأت على الحياة اليومية.

وتعاظمت حالة الخوف بعد سقوط عدة صواريخ على مواقع مدنية في البلاد، أبرزها سقوط الصاروخ في مدينة طمرة والذي خلّف 4 ضحايا، ما زاد من توجه الأهالي نحو الأماكن المحمية خلال دوي صافرات الإنذار، وغيّر من عاداتهم اليومية وأُجبر عدد كبير من الأهالي على البقاء مستيقظين لساعات الليل المتأخرة، الأمر الذي ينعكس سلبا على الأعمال والأشغال صباحا.

تخوفات

"نصحو طيلة ساعات الليل، وما حدث في طمرة زاد التخوفات بشكل كبير" يقول زاهر عودة من الناصرة لـ"عرب 48"، ويؤكد أن "من لا يخاف من وضع كهذا مجنون! صافرات الإنذار المتلاحقة تشكّل عائقا على مختلف مناحي حياتنا اليومية".

"الملاجئ غير موجودة في قاموسنا بالبلدات العربية" يكمل عودة: "يا للأسف، لا توجد ملاجئ عامة في بلداتنا العربية، طبعا والعكس تماما في البلدات اليهودية التي تحوي ملاجئ في كل حي، ونسبة قليلة من يمتلكون ملاجئ خاصة داخل المنازل، المنازل القديمة والتي تشكّل معظم منازل المجتمع العربي تفتقر للملاجئ".

"لم نشهد حرب كهذه من قبل" يشير عودة: "شهدنا عندما قصفت العراق البلاد، كان الحديث حينها عن إطلاق 30 - 40 صاروخا، أما اليوم خلال الليلة الواحد يتم إطلاق عشرات الصواريخ.. هذا الوضع وهذه الحالة لم نشهدها من قبل، وأعان الله كل شخص يعيش تحت حرب وقصف، الأمر مخيف جدا".

"تأثير مباشر على الحركة الاقتصادية" ينوّه عودة أنه "زيادة على كل الأوضاع، الحركة الاقتصادية تلقت ضربة كبيرة خلال الأيام الماضية، حتى باتت غالبية المحال تغلق أبوابها في ساعات مبكرة، الشوارع خالية، قسم كبير من العمال توقفوا عن العمل، بالتالي هذا الامر ينعكس على المحال التجارية في المدينة".

توترات

"ببساطة، الأجواء مرعبة" يقول أحمد يحيى من بلدة إكسال لـ"عرب 48": "لا يقتصر الأمر على أصوات صافرات الإنذار والانفجارات، حتى التنبيه الجديد الذي يظهر على هواتفنا يزيد من حالة التوتر والخوف تحديدا عند الأطفال، الأجواء بشكل عام مخيفة ومرعبة".

وضع مختلف

"نحن في أجواء الحرب منذ السابع من أكتوبر" يؤكد محمود شدافنة من بلدة إكسال لـ"عرب 48" أن "المختلف الآن أن وتيرة الحرب المستمرة من سنتين زادت وتيرتها، الوضع العام آخذ بالهبوط شيئا فشيئا، من النواحي الاقتصادية والاجتماعية اليومية، وهذا الأمر يترك أثرا بالغا في المجتمع العربي الذي نسبة كبيرة منه تحت خط الفقر".

"الأمر بات أشبه بأيام رمضان" يشير شدافنة إلى أن "غالبية الناس باتوا يستيقظون طيلة ساعات الليل تحسبا من وصول وسقوط الصواريخ".

ويؤكد شدافنة أم "نسبة كبيرة عن الناس توقفت أعمالهم وأشغالهم، هذا الأمر أدى لأن تكون الحركة في الشارع ضعيفة جدا في ساعات النهار في واقع مشابه لشهر رمضان".

رعب

"نقضي ساعات الليل في الملجأ داخل المنزل" يقول عبد شهوان من بلدة إكسال لـ"عرب 48" إن "حالة الرعب والخوف التي نعيشها غير مسبوقة".

ويشير إلى أنه "سقطت شظية منذ يومين في البلدة وأحدثت حالة رعب! فما بالك بسقوط صاروخ كما حصل في مدينة طمرة..".

ويؤكد شهوان أن "الجميع متخوّف من هذا السيناريو".

تصعيد خطير

وقال محمد دراوشة من إكسال لـ"عرب 48" إن "الخطر، اليوم، حقيقي وليس كما الحروب التي شهدناها في السنوات الأخيرة".

ويلفت إلى أن "صافرات الإنذار التي تدوي في ساعات متأخرة من الليل تحدث حالة رعب لدى الأطفال بشكل خاص".

ويختم دراوشة حديثه بالقول إن "كل هذه التطورات والتصعيد ونحن للأسف نعاني من نقص حاد في الملاجئ بالبلدة".