أثار قرار وزارة الداخلية الإسرائيلية، أول من أمس الإثنين، إقالة رئيس بلدية الناصرة وأعضاء المجلس البلدي فيها ردود فعل متفاوتة في المدينة.
وشهدت الأشهر الماضية تفاقم أزمات عديدة مرّت بها المدينة نتيجة أزمة مالية عصفت بالبلدية وأدت لتراكم ديون بنحو 300 مليون شيكل.
شاهد | ماذا يقول أهالي الناصرة عن حل البلدية وفرض لجنة معينة؟
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 25, 2025
للتفاصيل: @arab48website https://t.co/NijM2DOz51 pic.twitter.com/FDIOZd1f3U
وعاش أهالي المدينة حالة ترقب مستمرة خلال الأشهر الأربعة الماضية، في أعقاب توصية قدمتها لجنة تحقيق رسمية من وزارة الداخلية بتاريخ 24 شباط/ فبراير 2025، والتي خلصت إلى أن الرئيس والمجلس البلدي لا يؤدون مهامهم كما ينبغي، وأوصت بحل البلدية.
"يجب أن نرى وجوها جديدة" يقول رياض أبو سميح وهو من سكان مدينة الناصرة لـ"عرب 48"، ويؤكد أن "التغيير ظاهرة صحية، ويجب أن يحصل أي تغيير في إطار تحسين أوضاع المدينة السيئة، ونأمل أن تبلي اللجنة المعينة بلاء حسنا في إدارة المدينة".

"التفرد في القرار أدى لتدهور الأوضاع" يتابع أبو سميح قائلا إن "تركيبة البلدية لم تكن صحية، لم يكن هناك أية تعاون وتنسيق بين الأطراف للوصول بالمدينة إلى بر الأمان، الأمر الذي أدى لأن تكون القرارات باتجاه واحد وحال الأمر لما نعيشه اليوم من أزمات على أصعدة مختلفة، وأبرزها أزمة تكدس النفايات".
"باتت مطالبنا تتركز على الأمور الأساسية فقط!" يشير توفيق علي موسى من سكان مدينة الناصرة في حديثه لـ"عرب 48" إلى أن "قرار حل البلدية أتى في فترة صعبة تمر بها البلدة والبلدية، كان يجب أن يحصل أي تغيير، من البلدية، من الوزارة، من الناس، لأن الأوضاع باتت لا تُطاق في المدينة".
يضيف موسى أن "رئيس البلدية، علي سلام، قدّم للمدينة، لكن عند الشعور بأن هناك صعوبة في تقديم الخدمات يجب إعطاء فرصة للآخرين، لا يعقل أن يدفع المواطن ضريبة الخدمات ولا يحصل على أي خدمات ولا على نظافة ولا شوارع ولا إنارة عامة".
"دائما هناك خطان متوازيان لا يلتقيان في البلدية" يكمل موسى أن "المشكلة في البلدية لا يمكن أن تُحل إلا إذا كانت أغلبية لأحد الأطراف، إما قائمة ناصرتي أو قائمة الجبهة، لأنهما لا تتفقان ولا تريدان الجلوس سوية، ونأمل أن يكون هدفهما في المرحلة المقبلة أهل الناصرة والناصرة وعدم تقديم المصالح الشخصية".

"لا نحب أن يأتي الغريب لإدارة المدينة، لكن!" يختم موسى حديثه قائلا إن "البلدية، اليوم، مديونة بنحو 300 مليون شيكل، لكي تستطيع البلدية سد هذه الفجوة يجب أن تديرها اللجنة التي عينتها الوزارة وتدعم هذه اللجنة بكافة الميزانيات المتاحة، أما أن يأتي رئيس آخر من المدينة فأعتقد أنه لن يستطيع سد الفجوات مع أنني أؤمن بقدرات وطاقات شباب الناصرة".
"الجبهة كانت عائقا في طريق علي سلّام لحل الأزمات" يقول يوسف شراري من سكان مدينة الناصرة لـ"عرب 48"، ويشير إلى أن "رئيس بلدية الناصرة المُقال، علي سلّام، حاول جاهدا حل الأزمات التي تمر بها المدينة، إلا أن قائمة الجبهة المعارضة وقفت أمام محاولاته".
يضيف شراري أن "قرار حل البلدية في هذه المرحلة كان صعبا علينا وعلى الآلاف الذين انتخبوا سلّام، كان يجب منحه فرصة حتى نهاية فترته، ومن ثم تكون انتخابات يقرر فيها أهل الناصرة من يدير البلدية".

يكمل شراري أن "المدينة عانت من مشاكل عديدة في الفترة الأخيرة أبرزها أزمة النفايات، زيادة على الجريمة التي تفشت في المدينة، ونأمل أن تأتي اللجنة وتحسّن من الأوضاع".
وقال محمد خرمة من سكان الناصرة لـ"عرب 48" إن "أوضاع المدينة كانت جيدة جدا خلال السنوات الماضية، إلا أن أزمة النفايات المستمرة منذ أشهر هي التي أدت لحالة الاستياء العامة وسببت أزمات أخرى".
وحمّل خرمة أعضاء المجلس البلدي "المسؤولية الأكبر" لتفاقم الأزمات في المدينة.
وأشارت مصادر قريبة من رئيس بلدية الناصرة المُقال، علي سلّام، عزمه تقديم استئناف إلى المحكمة العليا في القدس على قرار الإقالة، معتبرا القرار "تعسفيا ومجحفا".
التعليقات