12/05/2016 - 12:37

#أوقفوا_أحمد_آدم: البلياتشو التافه السمج

لا زالت موجة الغضب التي أثارها الكوميديّ المصري، أحمد آدم، تتواصل، بعد سخريته مما يحصل في حلب السوريّة وريفها من مجازر وتجويع، واستهزائه بدماء المدنيين السوريّيّن، مستخدمًا كوميدياه، السيّئة أصلًا، في السخرية من شعب شرّد وقُتِل وعانى وشرّ

#أوقفوا_أحمد_آدم: البلياتشو التافه السمج

راقصًا على مأساة السوريّين، أحمد آدم خلال حلقته الأخيرة (تصوير شاشة)

لا زالت موجة الغضب التي أثارها الكوميديّ المصري، أحمد آدم، تتواصل، بعد سخريته مما يحصل في حلب السوريّة وريفها من مجازر وتجويع، واستهزائه بدماء المدنيين السوريّيّن، مستخدمًا كوميدياه، السيّئة أصلًا، في السخرية من شعب شرّد وقُتِل وعانى وشرّد.

فلم تساهم حلقة أمس، التي خصّص آدم جزءًا كبيرًا منها للاعتذار عن تصريحات سابقة (وفقًا لما أعلنت قناة الحياة ذاتها)، سنعرض لها في بقيّة الخبر، في تخفيف وطأة الحنق الشعبي والفنيّ عليه، حيث استمر ناشطون وحقوقيّون وفنّانون، حتى من أولئك المحسوبين على نظام عبد الفتّاح السيسي، كحال آدم، في تداول وسم #أوقفوا_أحمد_آدم.

ولم تخرج حلقة أحمد آدم بالأمس عن مألوف الإعلام المصريّ وانحداره الأخلاقي، وفق مراقبين، منذ الانقلاب العسكري الذي جاء بالسيسي إلى سدّة الرياسة، من اتهام قناة الجزيرة 'بقيادة كتائب إلكترونيّة للنيل من مصر وإعلامها'، حيث قال آدم (بأسلوب تمثيليّ فظّ مقيت) إن 'الحلقة اتذاعت من هنا يا معلّم، والجزيرة وكتائبها الإلكترونية اشتغلوا من هنا يا معلّم، لأن الموضوع، أساسًا، كان عن مكالمة مزيّفة لقناة الجزيرة من واحدة عاملة نفسها من حلب، وهيّ مش من حلب'، ومن ثم قام بتلحين تلك الكلمات، وبدأ بالرقص والدوار على الأنغام وسط تصفيق من جمهور الأستوديو.

وقد علّل آدم اتهاماته للجزيرة بأنها لفّقت الاتصال بالقول إن حلب تفتقر للكهرباء ولخطوط الهواتف والمياه (دون إدانة أو توضيح لمن قام بحصار حلب وقطع هذه الأمور عنها)، فكيف قامت القناة بالتواصل معها؟ متجاهلًا عن عمد، أو دونه، هواتف الثريّا التي تستخدم الأقمار الاصطناعيّة في التواصل لا شبكات الأرضي واللاسلكي العاديّة، علمًا أن الجزيرة لم تذكر أصلًا أن الهواتف قُطِعت عن حلب.

ومن ثم قام آدم بتكرار مشهد الرقص الفظّ مرّة ثانية وثالثة، وسط حركات بهلوانيّة مفتعلة، تهدف إلى إضحاك الجمهور بأيّة طريقة.

ولمّا لم تخرج الحلقة عن نسق الأبواق الإعلاميّة في مصر وسورية، كان لا بدّ من التطرق لـ 'جزم' الشهداء، حيث قال إن 'جزمة شهداء الوطن العربي على رأسي من فوق'، (فنّانون مصريّون وسوريّون عدّة ظهروا وهم يقبّلون البسطار العسكري على الهواء مباشرة)، دون أن يتقدّم باعتذار للشعب السوري، حتّى أنه لم يتراجع عن تصريحاته السابقة، بخلاف ما أعلنت عنه القناة.

والأسبوع الماضي، نفى أحمد آدم أن يكون الجيش السوري قد قام بقصف حلب، حيث قال إن حلب هي المدينة الوحيدة في سورية التي رفضت الخروج ضد بشّار الأسد (وفي كلامه تأكيد على رفض الشعب السوري لنظام الأسد في كافة المدن الأخرى)، متجاهلًا أن الجيش السوري أعلن بنفسه أن يقوم بعمليّات عسكريّة واسعة شماليّ حلب، وأنه هو القوّة الوحيدة في سورية التي تملك سلاح طيران.

وتعليقًا على الحلقة، طالب المغني السوريّ، سامو الزين، أحمد آدم بالاعتذار، قائلًا في صفحته الشخصية على فيسبوك: 'أطالب وأستغيث بجميع وسائل الإعلام وجميع الصحافيين المحترمين وجميع الإعلاميين الموقرين وجميع المسؤولين في جمهورية مصر الحبيبة، بالرد والاعتذار الفوري من الفنان تحت مسمى أحمد آدم/ على ما قدمه في برنامجه عن السوريين عن كمية الإهانة والاستهزاء التي طرحها في البرنامج'.

وتابع 'هل يعقل أن الموت أصبح مادة للضحك؟ صديقي المتجرد من الإنسانية أحمد آدم، أعرف أنك صدمت السوريين جميعا بكلامك أرجو منك الاعتذار الفوري منك ومن محطتك'.

في حين وصف الكاتب المصري علاء الأسواني آدم بـ 'البلياتشو التافه السمج' و قدم اعتذاره للسوريين قائلًا: 'البلياتشو السمج التافه، الذي سخر من مأساة سورية يبدو أنه لم يفهم تعليمات الضابط الذي يشغله جيدًا، نعتذر لأهلنا السوريين. أنتم دوما في القلب'.

اقرأ/ي أيضًا | في ذكرى يناير: هشّك بشّك وأفراح.../ أحمد دراوشة

التعليقات