16/05/2025 - 14:24

تحذيرات من محتوى خطير يتسلل إلى حسابات المراهقين على "تيك توك" و"يوتيوب"

يبرز هذا التحقيق الحاجة الماسة إلى تدخل منظم من الحكومات والمنصات والأسر لحماية الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت...

تحذيرات من محتوى خطير يتسلل إلى حسابات المراهقين على

(Getty)

كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مدى سهولة تعرض المراهقين لمحتوى خطير وغير مناسب على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام، حتى دون البحث عنه.

وأظهر التحقيق أن الحسابات الجديدة التي تمثل مراهقين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا تعرضت خلال دقائق لمواد تتعلق بالعنف، والانتحار، والتنمر، والأسلحة، بل وحتى محتوى جنسي موحٍ.

وأنشأ الصحفيان آندي هوارد وهارييت روبنسون ستة حسابات وهمية لمراهقين بصفات واهتمامات متنوعة، وقاموا بتصفح المحتوى لمدة 10 دقائق يوميًا على مدار أسبوع. ورغم أن الحسابات لم تبحث عن أي مواضيع خطيرة، إلا أن الخوارزميات قادتها إلى محتوى صادم.

أمثلة من التحقيق:

صوفي (15 عامًا): تعرضت لمقاطع تتحدث عن انتحار مراهقين بعد تعرضهم للتنمر، وشاهدت قبورهم. كما ظهرت لها منشورات تتحدث عن إيذاء النفس وتجارب مع آباء مسيئين.

واستطاع الصحافيان مشاهدة محتوى على الحسابات الوهميّة، مثل مقاطع تصف جرائم قتل حقيقية بتفاصيل مروعة، ومقاطع عن أطفال مرضى وأشخاص يعانون من مشاكل نفسية، ومقاطع على يوتيوب تستعرض أداء أسلحة على أجسام بشرية، وأخرى تشرح كيفية إخفاء جثة أو تهريب مخدرات.

وقال ديفيد رايت، مدير منظمة SWGfL للأمان الرقمي، إن النتائج "مقلقة لكنها غير مفاجئة"، محذرًا من أن التعرض لمثل هذا المحتوى قد يؤدي إلى تطبيع سلوكيات ضارة وتأثيرات نفسية سلبية على الأطفال.

من جهتها، أكدت تيك توك وإنستغرام أن حسابات المراهقين تبدأ بإعدادات خصوصية صارمة، بينما أشارت يوتيوب إلى تعزيز الحماية للمراهقين مؤخرًا.

وتستعد هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (Ofcom) لتطبيق قواعد جديدة لحماية الأطفال على الإنترنت اعتبارًا من 25 يوليو، ضمن قانون الأمان الرقمي. ويشمل ذلك فرض ضوابط على المحتوى الموجه للأطفال، ومساءلة المنصات عن الخوارزميات التي تعرضهم لمحتوى ضار.

ويبرز هذا التحقيق الحاجة الماسة إلى تدخل منظم من الحكومات والمنصات والأسر لحماية الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت. فبينما توفر التكنولوجيا فرصًا هائلة للتعلم والتواصل، إلا أن غياب الرقابة والشفافية قد يحولها إلى مصدر خطر حقيقي على صحة وسلامة المراهقين.

التعليقات