في ظل تراجع شعبية منصات التواصل الاجتماعي التقليدية مثل "فيسبوك" و"إكس" (تويتر سابقًا)، تشهد الساحة الرقمية صعود منصات جديدة تسعى لتقديم بدائل أكثر حرية وخصوصية للمستخدمين.
ومن بين هذه المنصات، تبرز "بلو سكاي" و"باترفلايز"، اللتان تستقطبان اهتمامًا متزايدًا من المستخدمين الباحثين عن تجارب تواصل مختلفة.
"بلو سكاي"، التي تأسست بدعم من جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر، تعتمد على بروتوكول لامركزي يُعرف باسم "AT Protocol"، مما يمنح المستخدمين سيطرة أكبر على خوارزميات التوصية والمحتوى المعروض. هذا النهج يتيح للمستخدمين تخصيص تجربتهم بشكل أعمق، بعيدًا عن سيطرة الشركات الكبرى على المحتوى.
من جهة أخرى، تقدم "باترفلايز" تجربة فريدة من نوعها، حيث تسمح بتفاعل الشخصيات البشرية مع شخصيات ذكاء اصطناعي في بيئة تواصلية مبتكرة. تُشبه هذه التجربة بمسلسل درامي تفاعلي، حيث تتطور الشخصيات وتبني علاقات معقدة، مما يوفر تجربة تواصلية جديدة ومثيرة للاهتمام.
تأتي هذه التحولات في وقت تشير فيه البيانات إلى تراجع استخدام المنصات التقليدية بين المراهقين. وفقًا لتقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث، انخفض استخدام "إكس" بين المراهقين في الولايات المتحدة من 23% في عام 2022 إلى 17% في عام 2024، بينما ظل استخدام "فيسبوك" في انخفاض مستمر.
في المقابل، تشهد "بلو سكاي" نموًا ملحوظًا، حيث سجلت عشرات الملايين من المستخدمين الجدد خلال العام الماضي، مستفيدة من رغبة المستخدمين في تجربة منصات توفر مزيدًا من الخصوصية والتحكم. كما تسعى مبادرات مثل "Free Our Feeds"، المدعومة من شخصيات بارزة مثل الموسيقي برايان إينو والممثل مارك روفالو، إلى جمع تمويل بقيمة 30 مليون دولار لدعم بيئة تواصل اجتماعي مفتوحة ومستقلة.
مع ذلك، تواجه هذه المنصات تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة التوسع ومنافسة الشبكات الكبرى التي تتمتع بموارد ضخمة وقاعدة مستخدمين واسعة.لكن الخبراء يرون أن هذه المنصات الجديدة تمثل خطوة نحو تنويع بيئة التواصل الاجتماعي وتقديم بدائل تلبي احتياجات المستخدمين المتنوعة.
التعليقات