في صباح يوم السبت، وبينما كان مئات الآلاف حول العالم يتابعون محتواهم اليومي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، واجه المستخدمون انقطاعًا مفاجئًا واسع النطاق أثار حالة من الإرباك والقلق، وترافق مع تداعيات تقنية وسياسية شديدة الحساسية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وبحسب منصة Downdetector، المختصة بتتبع انقطاعات خدمات الإنترنت، فقد أُبلغ عن أكثر من 25,800 حالة تعطل في الولايات المتحدة وحدها، بلغت ذروتها قرابة الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي.
وسرعان ما بدأت التقارير تتوالى من مستخدمين في دول أوروبية مثل ألمانيا، فرنسا، وإسبانيا، إضافة إلى الهند، كندا، أستراليا، والمملكة المتحدة. أكثر الأعطال شملت عدم القدرة على تحميل الصفحة الرئيسية، اختفاء التغريدات، وفشل عمليات التحديث التلقائي.
ورغم أن المنصة استعادت جزءًا كبيرًا من وظائفها خلال بضع ساعات، وقلّت شكاوى المستخدمين إلى ما دون 650 حالة عند منتصف النهار، إلا أن ما حدث أعاد إلى الواجهة الجدل حول هشاشة المنصة التقنية بعد انتقال ملكيتها إلى إيلون ماسك، وقراراته المتكررة بتقليص عدد المهندسين وفرق الدعم الفني.
وفي بيانٍ صريح ومثير للاهتمام نُشر عبر حسابه الشخصي على منصة إكس، أعلن إيلون ماسك أنّه سيعود إلى العمل "بدوام غير محدود"، مؤكدًا أنه سيكرّس نفسه بالكامل لإعادة استقرار المشاريع التي يديرها، وعلى رأسها إكس، وشركته المتخصصة في الذكاء الاصطناعي xAI، بالإضافة إلى شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وسبيس إكس.
وكتب ماسك: "بينما نستعد لإطلاق تكنولوجيا حاسمة مثل Starship وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، حان الوقت للعودة إلى العمل على مدار الساعة".
تصريحه أعاد إلى الأذهان صورة "رائد الأعمال المتعدد المهام"، لكنه أيضًا سلّط الضوء على القلق المتصاعد لدى المستثمرين، الذين باتوا يتساءلون إن كان ماسك قادرًا فعليًا على إدارة إمبراطورية تقنية بهذا الحجم دون أن ينهار أحد أركانها.
ولم يكن تصريح ماسك مقتصرًا على الجانب التقني فقط، بل ترافق أيضًا مع إعلان مهم عن انسحابه التدريجي من الإنفاق السياسي، بعد أن تبرع بما يقارب 300 مليون دولار في دورات انتخابية سابقة، كان معظمها لصالح حملة دونالد ترامب واللجان الداعمة للحزب الجمهوري.
ويُعتقد أن هذا الانخراط السياسي ساهم في تنفير عدد من مستهلكي تسلا، خصوصًا في الأسواق الليبرالية مثل كاليفورنيا.
وكان ماسك قد تعرّض لحملة مقاطعة من عدد من المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية التي تتهم منصة إكس بالسماح لخطاب الكراهية بالتفشي، خاصة في ظل تخفيض الرقابة على المحتوى بعد استحواذه على المنصة.
وهذا الانقطاع الأخير، وإن بدا فنّيًا في جوهره، إلا أنه صبّ المزيد من الزيت على نار الشكوك حول قدرة ماسك على قيادة المنصة بثبات في عالم شديد التقلّب.
ورغم الانقطاعات، والتحولات الداخلية، والتوترات السياسية، تشير بعض التقارير إلى أن المنصة تخطط لإطلاق مجموعة من الميزات الجديدةالمعتمدة على الذكاء الاصطناعي، قد تشمل مساعدات كتابية، أدوات تحرير محتوى ذكية، وربما أجهزة جديدة بالتعاون مع المصمم الشهير جوني آيف (كما تم الإعلان في وقت سابق هذا الأسبوع).
التعليقات