كشفت وثائق داخلية تم تقديمها خلال محاكمة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC) ضد شركة "ميتا" أنّ الشركة كانت على دراية منذ سنوات بخطورة استهداف القاصرين على منصة "إنستغرام"، حيث تم التوصية بحسابات الأطفال لمستخدمين بالغين يُشتبه في سلوكهم الاستغلالي.
ووفقًا لتقرير داخلي يعود إلى عام 2019، تم اقتراح نحو مليوني حساب لقاصرين لمستخدمين بالغين خلال فترة ثلاثة أشهر فقط. كما تم الإبلاغ عن ملايين التعليقات غير اللائقة، معظمها من بالغين يستهدفون القاصرين.
ورغم هذه التحذيرات، رفضت الإدارة العليا في "ميتا"، بما في ذلك الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، تخصيص موارد إضافية لتعزيز سلامة المستخدمين القاصرين، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالنمو والمنافسة مع منصات أخرى.
وتُعزز هذه الوثائق موقف لجنة التجارة الفيدرالية في قضيتها ضد "ميتا"، حيث تتهم الشركة بإساءة استخدام موقعها الاحتكاري بعد استحواذها على "إنستغرام" و"واتساب"، مما أدى إلى تقليل الابتكار وتجاهل سلامة المستخدمين.
ورغم ادعاءات "ميتا" بأنها قامت بتحسينات في تقنيات الأمان، بما في ذلك إطلاق ميزات مثل "حسابات المراهقين"، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لمعالجة المشكلة بشكل جذري.
وتُسلط هذه القضية الضوء على التحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى في موازنة النمو السريع مع مسؤولياتها تجاه سلامة المستخدمين، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال والمراهقين.
التعليقات