أعلنت شركة "ميتا"، المالكة لتطبيق "إنستغرام"، عن إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة تهدف إلى دعم المستخدمين الذين يعانون من التردد أو الخجل عند النشر العلني، في محاولة لتقليل الضغوط الاجتماعية المرتبطة بمشاركة المحتوى على المنصة، وتشجيع مزيد من الإبداع الشخصي.
وتتضمن الميزات الجديدة أداة "النشر الهادئ" (Quiet Posting)، التي تتيح للمستخدمين نشر الصور أو الفيديوهات دون أن تظهر مباشرة في تغذية الأخبار (Feed) لمتابعيهم. وتهدف هذه الخاصية إلى تقليل القلق المرتبط بعدد الإعجابات والتعليقات، خاصة لدى المستخدمين الجدد أو أولئك الذين لا يفضلون التفاعل العلني السريع.
كما أضافت "إنستغرام" ميزة إعادة ترتيب الشبكة الشخصية، بحيث يمكن للمستخدمين تنظيم شكل ومحتوى صفحتهم الخاصة وفق ما يناسبهم، بدلًا من الالتزام بالتسلسل الزمني التقليدي للمنشورات. ويُعد ذلك نقلة نوعية تتيح للمستخدم التحكم البصري الكامل في كيفية ظهور محتواه للزوار.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت المنصة عن ميزة "ريلز تجريبية" (Trial Reels)، التي تسمح للمستخدمين بمشاركة مقاطع فيديو قصيرة لفئة محددة من المتابعين أولًا، قبل اتخاذ قرار بنشرها علنًا. وتُعتبر هذه الخاصية اختبارًا آمنًا للمحتوى، يمنح المستخدم فرصة لتقييم ردود الفعل قبل تعميمه.
وقال آدم موسيري، رئيس "إنستغرام"، في تصريح نقلته "بزننس إنسايدر": "ندرك تمامًا أن التعبير الإبداعي قد يكون مرهقًا، خصوصًا عند النشر للمرة الأولى. هذه الميزات الجديدة تهدف إلى تقليل هذا الضغط وتحفيز مزيد من الأشخاص على المشاركة بحرية".
وتندرج هذه التحديثات ضمن حملة أطلقتها الشركة مؤخرًا تحت عنوان "Anyway"، وتهدف إلى تمكين المستخدم من النشر بحرية دون الاكتراث بمعايير القبول أو الشعبية الفورية. ويأتي هذا التوجه بعد رصد انخفاض في استخدام الخلاصة الرئيسية لصالح القصص والرسائل الخاصة، ما يشير إلى رغبة متزايدة في الخصوصية والتفاعل المحدود.
ويرى مراقبون أن هذه التحديثات تمثل تحوّلًا في فلسفة التطبيق، من منصة لعرض الحياة الاجتماعية المثالية، إلى مساحة أكثر مرونة وراحة للتعبير الذاتي، في ظل تصاعد القلق الرقمي وتأثيرات "ثقافة الأداء" على الصحة النفسية لملايين المستخدمين، خصوصًا من الفئات الشابة.
التعليقات