22/06/2025 - 13:27

الذكاء الاصطناعي: اتجاهات جديدة تُعيد تشكيل محتوى مواقع التواصل الاجتماعي

تؤكّد "تريند هنتر" في خلاصة تقريرها أن هذه الموجة من الابتكارات لن تكون مؤقتة، بل هي انعكاس طبيعي لتغيّر أنماط الاستهلاك، ولتطوّر الذكاء الاصطناعي كفاعل مركزي في المشهد الرقمي...

الذكاء الاصطناعي: اتجاهات جديدة تُعيد تشكيل محتوى مواقع التواصل الاجتماعي

(Getty)

كشفت منصة "تريند هنترز" المتخصصة في تحليل توجهات الأسواق الرقمية عن تقريرها الشهري حول أبرز 35 اتجاهًا جديدًا في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقدم التقرير خريطة دقيقة للتحوّلات الحاصلة في صناعة المحتوى الرقمي، ويظهر كيف بدأت المنصات والعلامات التجارية تتجه نحو موجة جديدة من الأدوات الذكية، والفيديوهات القصيرة، والمحتوى التشاركي الذي يصنعه المستخدمون أنفسهم.

ومن بين أكثر الابتكارات اللافتة، يبرز استخدام ما يعرف بـ "Super Comments"، وهي أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي، تتيح للمسوقين وصنّاع المحتوى توليد تعليقات ذكية، وإعداد محتوى تلقائي يمكن جدولته للنشر لاحقًا.

هذا التطوّر يُتوقّع أن يقلل الاعتماد على التحرير اليدوي، ويمنح المستخدمين أدوات أكثر دقة واستجابة لطبيعة جمهورهم.

وفي الوقت نفسه، تشهد منصات الفيديو القصير مثل "تيك توك" و"إنستغرام ريلز" منافسة جديدة من تطبيق "تيد، الذي أطلق ميزة "تيد شورتس".

وتهدف هذه الميزة إلى تقديم مقاطع معرفية قصيرة تتراوح بين 30 و90 ثانية، تجمع بين التأثير السريع والمحتوى التثقيفي، في خطوة تؤكد أن حتى المؤسسات التعليمية لم تعد بعيدة عن قواعد اللعبة الرقمية الجديدة.

وفي سياق متصل، عادت موضة الحنين إلى الماضي (nostalgia) بقوة إلى محتوى الشبكات، إذ لجأت شركات مثل "فيسبوك" إلى تفعيل حملات ترويجية تعيد إحياء ذكريات الفعاليات الموسيقية القديمة، كما حدث في حملة "Stagecoach" التي استثمرت في صور وفيديوهات تعود إلى أكثر من عقد، مستهدفة جمهورًا يبحث عن الاتصال العاطفي أكثر من البهرجة البصرية.

ولم تغب العلامات التجارية الفاخرة عن هذا التحول، بل دخلت على خطّ المحتوى السردي الصوتي، حيث أطلقت "Tory Burch" نشرتها الأسبوعية بعنوان "ماذا عليّ أن ألبس"، التي جمعت أكثر من أربعة آلاف مشترك خلال أسبوع واحد فقط.

هذا النمط من المحتوى يعكس اتجاهًا متزايدًا نحو التخصيص والتفاعل العميق، بدلًا من الاكتفاء بالمنشورات العادية.

ويشير التقرير إلى أن هذه الاتجاهات مجتمعة تشكل ملامح المستقبل القريب لمواقع التواصل، حيث تُدار الحوارات بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويُعاد تشكيل العلاقة بين العلامة التجارية والمستخدم ليصبح الأخير شريكًا في صناعة القصة، لا مجرد متلقٍّ.

وتؤكّد "تريند هنتر" في خلاصة تقريرها أن هذه الموجة من الابتكارات لن تكون مؤقتة، بل هي انعكاس طبيعي لتغيّر أنماط الاستهلاك، ولتطوّر الذكاء الاصطناعي كفاعل مركزي في المشهد الرقمي.

كما توقعت أن تشهد الأشهر المقبلة اندماجًا أكبر بين الصوت والصورة، وبين الإنسان والخوارزمية، في صناعة المحتوى الاجتماعي العالمي.

التعليقات