أطلقت منصة "تيك توك" مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز حضور الأخبار الموثوقة على منصتها، من خلال دعم مباشر لصنّاع المحتوى الإخباري وتأسيس شبكة رسمية لهم، في خطوة تعكس رغبة الشركة في إعادة تعريف دورها كمصدر رئيسي للمعلومات، خصوصًا بين المستخدمين الشباب.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يتزايد فيه اعتماد فئة واسعة من الجمهور، لا سيما من تقل أعمارهم عن 35 عامًا، على "تيك توك" كمصدر للأخبار اليومية، بحسب استطلاعات مركز "بيو" للأبحاث.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "أكسيوس" الأميركية، فإن "تيك توك" عينت مدير علاقات مخصصًا للتعامل مع صانعي المحتوى الإخباري، سيكون مسؤولًا عن تنسيق التعاون معهم وتوفير الأدوات الإبداعية والتقنية اللازمة، إلى جانب تسهيل الشراكات مع مؤسسات إعلامية كبرى.
كما تتضمن المبادرة الجديدة توفير تدريبات وورش عمل لتعزيز مهارات التحقق من المعلومات وتقديم تغطيات مهنية للأحداث الجارية.
وتهدف المبادرة إلى دعم ما يسمى بـ"المؤثرين الإخباريين"، أي أولئك الذين يصنعون محتوى خبريًا بصيغ جذابة وسريعة الانتشار، غالبًا ما يكون بعيدًا عن القوالب الصحفية التقليدية، لكنه يحظى بتفاعل كبير في أوساط المستخدمين.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الجدل حول طبيعة المحتوى الإخباري على المنصة، الذي بقي خارج أي تصنيف رسمي، وكان في معظمه ينتشر بشكل غير منظم من قبل أفراد مستقلين لا ينتمون إلى مؤسسات إعلامية.
وتسعى "تيك توك" من خلال هذه الخطة إلى إضفاء طابع مؤسساتي على هذا المحتوى، وتنظيمه دون تقييده، في محاولة لمواجهة الانتقادات المتزايدة بشأن انتشار المعلومات المضللة، وتعزيز الثقة بالمنصة كمصدر إخباري.
كما تتضمن الخطة عقد لقاءات بين المؤثرين الإخباريين والصحفيين المحترفين، إلى جانب تطوير نماذج لعرض الأخبار تتناسب مع آليات العرض السريع والمرئي التي تميز المنصة.
وتُعد هذه الخطوة تحركًا استراتيجيًا في وجه منافسة متصاعدة من منصات أخرى مثل "ميتا" و"سناب تشات"، التي بدأت بدورها في اختبار نماذج إخبارية داخل تطبيقاتها، وسط تغيّر جذري في طريقة استهلاك الجمهور للمحتوى الإعلامي، وانتقاله من المصادر التقليدية إلى التطبيقات الاجتماعية.
وتأتي هذه التطورات بينما يواصل "تيك توك"، المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية، مواجهة ضغوط تنظيمية في عدد من الدول الغربية، تتعلق بشفافية المحتوى، وتأثيره على الرأي العام، واحتمال استغلاله في توجيه المعلومات لأغراض سياسية. ويبدو أن هذه المبادرة الجديدة تمثل أيضًا محاولة لتحسين صورة المنصة في الغرب من خلال دعم المحتوى المسؤول والمهني.
التعليقات