انضمام السويد للناتو: اتساع الفجوة مع تركيا

تتسع الفجوة بين مطالب أنقرة وما تعتزم ستوكهولم على تقديمه ضمن مساعيها لإقناع السلطات في تركيا بالموافقة على انضمامها لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

انضمام السويد للناتو: اتساع الفجوة مع تركيا

إردوغان وكريسترسون، تشرين الثاني 2022 (Getty Images)

أعلن القضاء السويدي، اليوم الإثنين، أنه لن يجري ملاحقات قضائية للناشطين الذين قاموا بتعليق دمية تمثّل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، معلّقًا من قدميه بحبل في ستوكهولم، الأسبوع الماضي، في احتجاج أثار غضب أنقرة.

جاء ذلك فيما قال إردوغان إن على السويد وفنلندا ترحيل ما يصل إلى 130 "إرهابيا" إلى تركيا أو تسليمهم إليها، قبل أن يوافق البرلمان التركي على مساعيهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكانت الحكومة السويدية قد دانت تنظيم "إعدام مفبرك لزعيم أجنبي منتخب ديمقراطيًا"، معتبرة أن عمل المجموعة يهدف إلى "إفشال طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".

وقالت ناطقة باسم النيابة السويدية، في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إنه بعد تقديم شكوى بتهمة "التشهير"، "اتخذ قرار بعدم فتح تحقيق أولي". وقال المدعي العام، لوكاس إريكسون، لصحيفة "إفتونبلات" اليومية، إنه "لا أعتقد أن هذا يمكن أن يكون تشهيرًا".

وتبّنت لجنة "روجافا" الكردية في السويد مسؤولية هذا الفعل، وهي مجموعة مقرّبة من المجموعات المسلّحة الكردية في سورية ومن حزب العمال الكردستاني، وفق تركيا.

وفي تغريدة على "تويتر"، شبّهت لجنة روجافا، الرئيس التركي، بالديكتاتور الإيطالي الراحل بينيتو موسوليني. وكان الزعيم الفاشي عُلّق من قدميه بعد إعدامه في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية في العام 1945.

واستدعت وزارة الخارجية التركية، الخميس، السفير السويدي لدى أنقرة بعد هذه التغريدة. وقال المستشار المقرب من إردوغان، ابراهيم غالن، يوم السبت الماضي، إنه "في حال استمرار هذا النوع من الحوادث، سيُبطَئ ذلك" انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

ومنذ أيار/مايو، تعرقل تركيا دخول السويد - كما فنلندا - إلى حلف شمال الأطلسي، متهمة ستوكهولم بإيواء أعضاء من حزب العمال الكردستاني والمنظمات المتحالفة معها على أراضيها والتي تعتبرها إرهابية، علما بأن الدول الثلاث وقعت مذكرة تفاهم في حزيران/ يونيو الماضي، غير أن أنقرة تدعو إلى بذل مزيد من الجهود ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في السويد.

وقالت تركيا إنه يتعين على السويد، على وجه الخصوص، أن تتخذ أولا موقفا أكثر وضوحا ضد من تعتبرهم أنقرة إرهابيين، ومعظمهم من المسلحين الأكراد وجماعة تحملها أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب عام 2016.

وقال إردوغان في تصريحات نشرت في ساعة متأخرة من مساء أمس، الأحد، إنه "قلت... انظروا... إذا لم نتسلم الإرهابيين الموجودين لديكم، فلن يمرر البرلمان (الموافقة على طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي) أبدا"، في إشارة إلى المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده إردوغان مع رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأضاف إردوغان "لكي يمرر البرلمان هذا، عليكم أولا تسليم أكثر من 100 إرهابي، حوالي 130 إرهابيا، إلينا"، فيما أشار المتحدث باسم الرئاسة التركية، غالن، السبت الماضي، أن الوقت ينفد أمام البرلمان التركي لإقرار مساعي السويد وفنلندا للانضمام للحلف، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في أيار/ مايو المقبل.

التعليقات