عُشر و95%.. الأسد رئيسا لنظامه

أعلن مجلس الشعب التابع للنظام السوري، الخميس، أن رئيس النظام، بشار الأسد، فاز بنسبة 95.1% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء، وانتقدتها بشدّة المعارضة والدول الغربية.

عُشر و95%.. الأسد رئيسا لنظامه

(أ ب)

أعلن مجلس الشعب التابع للنظام السوري، الخميس، أن رئيس النظام، بشار الأسد، فاز بنسبة 95.1% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء، وانتقدتها بشدّة المعارضة والدول الغربية.

وقال رئيس مجلس الشعب التابع للنظام، حمودة صبّاغ، إنّ الأسد "فاز بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية" بعد حصوله "على 13,540,860 صوتًا، بنسبة مقدارها 95.1% من عدد أصوات المقترعين الصحيحة"، مدعيا أنّ نسبة التصويت بلغت 78.4%.

وأجرى نظام الأسد، انتخابات رئاسية هي الثانية من نوعها في أعقاب الثورة التي اندلعت عام 2011، في المناطق التي يسيطر عليها داخل البلاد، وسط غياب أكثر من نصف المواطنين الذي تحولوا إلى نازحين ولاجئين، متجاهلا بذلك قرارات مجلس الأمن.

وشهدت مناطق سيطرة المعارضة السورية شمالي البلاد، احتجاجات على الانتخابات، واعتبرتها "مسرحية" ستقود لتمديد ولاية بشار الأسد لسبع سنوات إضافية.

وفي وقت سابق الخميس، قال الاتحاد الأوروبي، إن ما يدعى بالانتخابات الرئاسية في سورية، لم تتضمن أيا من قواعد الديمقراطية، ولن تسهم في حل الأزمة بل ستقوضها.

(أ ب)

بدورها، استنكرت الولايات المتحدة في بيان مشترك مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، الثلاثاء، انتخابات النظام السوري، معربةً عن دعمها للمعارضة السورية. وحضّت المجتمع الدولي على أن "يرفض من دون لُبس هذه المحاولة من نظام الأسد ليكتسب مجددًا الشرعية من دون أن يوقف انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان ومن دون أن يشارك في شكل ملحوظ في العملية السياسية التي سهلتها الأمم المتحدة بهدف وضع حدّ للنزاع".

وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قال المبعوث الدولي الخاص إلى سورية غير بيدرسون إنّ "الانتخابات الرئاسية ليست جزءا من العملية السياسية" لحلّ النزاع والتي "تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة".

ورغم أن النتيجة كانت محسومة سلفًا لصالح الأسد، فقد احتشد الآلاف من السوريين في ساحة الأمويين في دمشق، وفي حديقة تشرين، كما بث تلفزيون النظام السوري مشاهد تظهر تجمعات حاشدة في مدن وبلدات عدّة، أبرزها مدينتا طرطوس واللاذقية الساحليتان ومدينة حلب.

(أ ب)

في المقابل، أظهر النظام السوري تحديًا للمجتمع الدولي الرافض لهذه الانتخابات، معتبرًا أن "حلم بعض الدول" في تغييره بعيد المنال، في وقت أشار فيه نواب أميركيون إلى إخفاق إدارة الرئيس جو بايدن، في فرض أي عقوبات جديدة على النظام.

وقال وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، في تصريحات أدلى بها خلال تصويته في انتخابات النظام الرئاسية، نقلتها عنه وسائل إعلام النظام، إن "الشعب السوري أثبت أن حلم بعض الدول بتغيير النظام في سورية، هو أمل إبليس في الجنة".

وأضاف المقداد أن "من حق الشعب السوري، وفقط الشعب السوري أن يقرر حاضره ومستقبله، وأن يعبّر بإرادته الحرة عمّا يتطلع إليه"، معتبرًا في الوقت نفسه أن "من غير الممكن الحديث عن تغيير دولي كامل تجاه سورية، ولا سيما أن القوى التي شنت الحرب على سورية ما زالت تأمل بعض التغيير أو بعض التنازلات"، على حد تعبيره.

(أ ب)

وحول زيارة وفد عن النظام السوري إلى السعودية، رأى المقداد أن "من الطبيعي أن يكون وزير السياحة في مؤتمر حول السياحة في منطقة الشرق الأوسط، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض. فيما رحب المقداد بإعادة العلاقات مع دول عربية، قائلًا: "نرحب بمثل هذه الفرص، وبعودة التضامن العربي بالحد الأدنى، وعودة الحوار والتخاطب العربي".

وفي هذا السياق، وجه أعضاءً في الكونغرس الأميركي رسالة إلى وزيري الخارجية، أنتوني بلينكن، والخزانة، جانيت يلين، اتهموا فيها إدارة الرئيس بايدن، بالفشل في فرض العقوبات على "نظام الأسد الوحشي في سورية، بوصفه الحليف الأبرز لإيران في الشرق الوسط"، في الوقت الذي تتفاوض فيه الإدارة مع طهران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الفاشل.

وجاء في الرسالة التي حملت توقيع كل من النواب برايان ستيل وجيم بانكس وجو ويلسن، ونقلتها قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أنّ طهران انتهكت العقوبات الأميركية على نظام الأسد بإرسال أربع سفن تحمل أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط الإيراني إلى مصفاة بانياس لتكرير النفط على الساحل السوري.

وقال الموقعون على الرسالة إن "مثل هذه الإجراءات ستكون انتهاكًا واضحًا للعقوبات الأميركية على كل من إيران وسورية، علاوة على ذلك، ففي عام 2019، أقر الكونغرس قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية من الحزبين، لفرض عقوبات إلزامية على نظام الأسد وداعميه، بما في ذلك إيران، الذي دخل حيّز التنفيذ في تموز من عام 2020". وأوضحت الرسالة أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب استخدمت "قانون قيصر" لفرض ما مجموعُه ست حزم عقوبات مختلفة على نظام الأسد وداعميه.

ويأتي ذلك فيما ترزح سورية تحت أزمة اقتصادية خانقة خلّفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية. وشهدت الليرة تدهورًا غير مسبوق مقابل الدولار. وبات أكثر من ثمانين في المئة من السوريين يعيشون، وفق الأمم المتحدة، تحت خطّ الفقر.

التعليقات