31/07/2020 - 23:50

"شرخ آخذ بالازدياد بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة"

رغم العلاقات الوثيقة بين الحكومة الإسرائيليّة برئاسة بنيامين نتنياهو، وبين الإدارة الأميركيّة برئاسة دونالد ترامب، واستمرار التعاون العسكريّ الوثيق، تشير تصريحات واردة من واشنطن إلى انزعاج داخل المجتمع اليهودي الأميركي من السياسات الإسرائيليّة.

نتنياهو وترامب في البيت الأبيض (أ ب)

رغم العلاقات الوثيقة بين الحكومة الإسرائيليّة برئاسة بنيامين نتنياهو، وبين الإدارة الأميركيّة برئاسة دونالد ترامب، واستمرار التعاون العسكريّ الوثيق، تشير تصريحات واردة من واشنطن إلى انزعاج داخل المجتمع اليهودي الأميركي من السياسات الإسرائيليّة.

وبرز هذا الانزعاج في مقال كتبه الصحافي اليهودي بيتر بينآرت في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أسبوعين، تحت عنوان "لا أؤمن أكثر بالدولة اليهوديّة"، عبّر فيه عن عدم إيمانه بإمكانية قيام إسرائيل كدولة "يهودية وديمقراطيّة" بسبب استمرار احتلال الضفة الغربية وقطاع غزّة.

وقالت مديرة مكتب منظمة "جي ستريت" الأميركيّة في إسرائيل، عدينا فوغل ألون، في مقال نشرته بموقع "واللا" الجمعة، إن إسرائيل تحوّلت أكثر فأكثر إلى قضية انقسام في الولايات المتحدة، "انقسام بين الحزبين، انقسام داخل الحزب الديمقراطي، وانقسام داخل المجتمع اليهودي".

وأضافت فوغل ألون أنّ "الانتقادات على السياسات الإسرائيليّة ليست جديدة" وزعمت أنّ "الإدارات الأميركيّة المتعاقبة، الديمقراطية والجمهورية، عبّرت عن عدم رضاها من غياب الرغبة الإسرائيليّة للمضي قدمًا في حلّ الدولتين. ولم تخف الغالبية العظمى من الجمهور اليهودي الأميركي أبدًا عدم راحتها من السياسات الاستيطانيّة وتأبيد الاحتلال".

إلا أن الجديد في الأشهر الأخيرة، وفق فوغل ألون، في ظلّ "الضمّ أحادي الجانب، أن الانتقادات تحوّلت إلى يأس. يأس يرمز إلى بداية مسار خطير في صلبه بداية انقطاع المجتمع اليهودي عن دعم إسرائيل وعن إيمانه بها دولة الشعب اليهودي".

وتستدرك بالقول إنّه "في مقابل اليائسين، هناك آخرون يطلبون التشبّث بالإيمان بإسرائيل وطنًا قوميًا للشعب اليهودي. لكنّهم يفهمون أن عليهم دفع حكومتها إلى تغيير سياساتها. الانتقادات الرخوة لا تكفي، المطلوب أفعال".

ودلّلت فوغل ألون على الطلب الذي تقدّم به 13 سيناتورًا (أعضاء مجلس شيوخ) ديمقراطيًا لتعديل قانون ميزانية الأمن الأميركيّة لمنع المساعدات الأميركيّة للدفع بـ"ضمّ أحادي الجانب" للإشارة إلى "تغيير التوجّه الذي بدأ في الحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل".

وشرحت أن ما يبدو أنه "عقاب لإسرائيل، هو في الواقع محاولة من قبل هؤلاء الشيوخ للحفاظ على أمل استمرار قيام إسرائيل كدولة يهوديّة وديمقراطية، أمام محاولة القضاء على حلّ الدولتين عبر الضمّ".

وأضافت أن "العناق العلني المستمرّ بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو في آخر ثلاث سنوات ونصف السنة أنسى كثيرين الفجوة القيميّة الآخذة بالازدياد بين دولة إسرائيل وبين الحزب الديمقراطي وغالبية المجتمع اليهودي".

وأوضحت أن "الحزب الديمقراطي هو البيت السياسي للغالبية العظمى من يهود الولايات المتحدة... 80% من المصوّتين اليهود، يدعمون مرّة تلو الأخرى الحزب الديمقراطي".

وحذّرت الكاتبة من أنّ "الفجوة الآخذة بالازدياد بين إسرائيل وبين كبار داعميها في الولايات المتحدة يجب أن يبعد النوم من كل مواطني إسرائيل. الدفع بمخطّط ’الضمّ أحادي الجانب’ يدفع إسرائيل، بعيون مغلقة، نحو كارثة لا يمكن منعها، سواءً لناحية علاقتها بداعميها الأميركيين، أو لناحية التهديدات الاقتصاديّة والأمنية الكثيرة الإضافية".

وفي إشارة أخرى إلى عمق الفجوة، كان لافتًا، في حزيران/يونيو الماضي، منح مسؤولين في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، التي تعدّ كبرى منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ضوءًا أخضر لمشرعين في الكونغرس الأميركي، لانتقاد مخطط الحكومة الإسرائيلية بضم مناطق من الضفة الغربية المحتلة.

جاء ذلك في تقرير صدر عن وكالة الأنباء اليهودية "JTA" (خاصة مقرها نيويورك وتعنى بأخبار الجاليات اليهودية حول العالم) لافتة إلى "تحول" في سياسية المنظمة الداعمة لإسرائيل.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين في "أيباك" قولهم لمشرعين في مجلس النواب الأميركي خلال جلسات مغلقة: "لكم كامل الحرية في انتقاد إسرائيل في ما يتعلق بخطة الضم".

وحتى الآن، التزمت المنظمة الصمت حين تعلق الأمر بالإدلاء ببيانات عامة حول الضم الوشيك. لكن في الغرف المغلقة، شدد المسؤولون في المنظمة لأعضاء في الكونغرس إنه طالما أن المساعدة الأميركية لإسرائيل لن تتقلص، يمكن انتقاد خطة الضم ولن يؤدي ذلك إلى أي صدام أو توتّر مع اللوبي الصهيوني.

بينما عبّر المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأميركيّة، جو بايدن، خلال جلسة مغلقة مع مستثمرين يهود أميركيين في نيويورك، عن اعتراضه على مخطط ضم الأغوار الفلسطينيّة إلى "سيادة" الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بايدن إن "الضم في إسرائيل سيقلص فرص السلام"، وأضاف بايدن أيضًا أنه "سيجدد المساعدات للفلسطينيين، وسوف يعود إلى اتفاقية النووي مع إيران، إذا طبّق الإيرانيون بنود الاتفاقية".

وتابع بايدن أنّ "خطوات أحادية الجانب، تقوّض آفاق حل الدولتين، لأن الولايات المتحدة لا تملك المبرر أو المصداقية لزيادة المساعدات العسكرية فقط من أجل حماية ظهر إسرائيل".

وبحسب تصريحات بايدن، فعلى "إسرائيل أن تتوقف عن تهديداتها بتنفيذ مخطط الضم، وأن توقف نشاطها في بناء المستوطنات".

التعليقات