06/12/2022 - 18:27

التوجه للجنائية الدولية للتحقيق باغتيال أبو عاقلة: حملة تحريض إسرائيلية ضد "الجزيرة"

دعا وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى سحب ترخيص صحافيي قناة "الجزيرة" القطرية، واعتبر، في تغريدة على "تويتر"، أنه "من غير المقبول أن تقاضي قناة الجزيرة إسرائيل وتعظنا بالأخلاق".

التوجه للجنائية الدولية للتحقيق باغتيال أبو عاقلة: حملة تحريض إسرائيلية ضد

(Getty Images)

شن مسؤولون إسرائيليون حملة تحريضية على شبكة "الجزيرة" الإعلامية، اليوم، الثلاثاء، مطالبين بطرد صحافييها من البلاد، في أعقاب رفعها قضية اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة، إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكّدةً أنها قُتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلية في جنين.

دعا وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى سحب ترخيص صحافيي قناة "الجزيرة" القطرية، واعتبر، في تغريدة على "تويتر"، أنه "من غير المقبول أن تقاضي قناة الجزيرة إسرائيل وتعظنا بالأخلاق".

وأضاف ليبرمان "ليس من المنطقي أن يكون لهذه القناة الحق في البث في إسرائيل. أتوقع أن يقوم مكتب الصحافة الحكومي، بسحب أوراق اعتماد صحافيي الجزيرة الموجودين في الأراضي الإسرائيلية".

من جانبه، دعا زعيم حزب "عوتسما يهوديت" الذي من المقرر أن يتولى حقيبة "الأمن القومي" المسؤولة عن جهاز الشرطة ووحدات "حرس الحدود" العسكرية، في حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، الفاشي إيتمار بن غفير، إلى طرد صحافيي الجزيرة من إسرائيل.

وقال بن غفير في تغريدة إن "الجزيرة هي شبكة دعاية معادية للسامية وكاذبة تعمل ضد إسرائيل في العالم. يجب طردهم من البلاد اليوم ووقف حملة الكذب المعادية لإسرائيل من داخل إسرائيل".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "الجزيرة" رفع قضية بشأن اغتيال أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في مدينة لاهاي الهولندية؛ وقالت، في بيان، إنها "تبرز في الملف المرفوع إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن الأدلة الجديدة المقتبسة من تصريحات الشهود ولقطات الفيديو تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي".

(Getty Images)

ويأتي هذا الإجراء بعد مرور ستة أشهر منذ اغتيال شيرين، في 11 أيار/ مايو الماضي، خلال تغطيتها اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وخلصت تحقيقات مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إلى أنها أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي، كما شددت "الجزيرة" على أن فريقها القانوني أجرى تحقيقا دقيقا ومفصلا في القضية، وكشف عن أدلة جديدة تستند إلى روايات شهود عيان وفحص لعدد كبير من مقاطع الفيديو والأدلة الجنائية المتعلقة بالقضية.

وردا على خطوة "الجزيرة"، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، يائير لبيد، في تغريدة: "لن يحقق أحد مع جنود الجيش الإسرائيلي ولن يعظنا أحد بأخلاق القتال، وبالتأكيد ليس الجزيرة".

وجدد لبيد، الموقف الرسمي الإسرائيلي الرافض إلى إخضاع الجنود لأي تحقيق دولي، وقال "لن يخضع الجنود الإسرائيليون للتحقيق"، وأضاف "لن يستجوب أحد من جنود الجيش، ولن نقبل مواعظ من أحد عن أخلاقيات القتال، وبالطبع ليس من قناة الجزيرة".

وكان لبيد قد شدد الشهر الماضي، على أنه "لن يتم استجواب الجنود الإسرائيليين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي هيئة أو دولة أجنبية أخرى، مهما كانت صديقة"، وذلك بعدما أفادت تقارير بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) بدأ تحقيقا في اغتيال أبو عاقلة.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نشر جيش الاحتلال نتائج تحقيق أجراه، وأعن أن هناك "احتمالا كبيرا أن تكون أبو عاقلة أصيبت بنيران الجيش الإسرائيلي خلال تبادل لإطلاق النار مع من تم تحديدهم على أنهم مسلحون فلسطينيون".

لكن التحقيق زعم في الوقت نفسه أنه "لا يزال من غير الممكن تحديد من قتل أبو عاقلة بشكل قاطع، مع وجود فرضية أخرى أقل احتمالا وهي أنها أصيبت بنيران فلسطينية".

وفي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أخطرت وزارة العدل الأمريكية نظيرتها الإسرائيلية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" قرر فتح تحقيق في مقتل أبو عاقلة.

وأوضحت "الجزيرة"، في بيان صدر عنها اليوم، أنها "تبرز في الملف المرفوع إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن الأدلة الجديدة المقتبسة من تصريحات الشهود ولقطات الفيديو تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال، وأن ادعاء السلطات الإسرائيلية، بأنها قُتلت خطأ خلال تبادل لإطلاق النار، لا أساس له".

وحضّت لينا أبو عاقلة ابنة شقيق الشهيدة الراحلة، المحكمة على التحقيق في مقتل شيرين. وقالت في مؤتمر صحافي في لاهاي "الدليل واضح للغاية، نتوقع أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية إجراءات"، معلنةً أنها طلبت اجتماعًا مع المدعي العام، كريم خان.

وتابعت "عائلتي ما زالت لا تعرف من أطلق هذه الرصاصة القاتلة ومن كان في التسلسل القيادي الذي قتل عمّتي". من جانبه، أكّد وكيل قناة الجزيرة، المحامي، رودني ديكسون، أن السلطات الإسرائيلية "تتستر تمامًا" على ملابسات مقتل أبو عاقلة.

وشدد على أن مقتلها يندرج ضمن "حملة منهجية وواسعة النطاق" تمارسها إسرائيل ضد الجزيرة، وتشمل أيضًا قصفًا إسرائيليًا استهدف العام الماضي مبنى يضمّ مكاتب الجزيرة في قطاع غزة.

ولفت ديكسون، في المؤتمر الصحافي، إلى أن "هناك محاولة واضحة لإغلاق الجزيرة وإسكاتها". وأضاف "نأمل الآن في تحقيق العدالة من أجل شيرين". وأشار إلى أنه لم يعقد بعد لقاءً رسميًا مع مكتب المدعي العام إلا أنه قدّم أدلّة، بعضها على أقراص ذاكرة، لوحدة الأدلة التابعة للمحكمة.

وبعد تلقي شكاوى من أفراد أو مجموعات، يقرر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشكل مستقل القضايا التي يجب عرضها على القضاة في المحكمة. ويقرر هؤلاء بدورهم ما إذا سيسمحون للمدعي العام بإجراء تحقيق أولي يمكن أن يتبعه تحقيق رسمي، وإذا لزم الأمر توجيه اتهامات.

التعليقات