تحليلات إسرائيلية: الضربات ضد حزب الله تشتد تدريجيا

حسب المحللين، فإن القصف الإسرائيلي واستهداف مواقع لحزب الله في لبنان لأول مرة منذ سنوات، الليلة الماضية، كان أشد من إطلاق النار على ناشطين في مزارع شبعا. ودعوا إلى "تعزيز الردع الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان"

تحليلات إسرائيلية: الضربات ضد حزب الله تشتد تدريجيا

قوات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، اليوم (أ.ب.)

دعا محللون عسكريون اليوم، الأربعاء، الجيش الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق عميق في الأحداث التي وقعت عند الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، الليلة الماضية، إثر إطلاق نار من الأراضي اللبنانية باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي قرب بلدة منارة، وإطلاق القوات الإسرائيلية قذائف مدفعية وإنارة باتجاه الأراضي اللبنانية ومهاجمة مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، لأول مرة منذ سنوات.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن "تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن خلية قناصين تابعة لحزب الله، أطلقت النار من مسافة 200 متر تقريبا، لكن الرصاص كان بعيدا جدا عن إصابة (جنود إسرائيليين)".

وأضاف ليف رام أن "الجنود الإسرائيليين كانوا ينفذون مهمة موضعية، وتحت مفهوم وجود تهديد وتم وصف طريقة عملهم بأنها جيدة".

وتابع ليف رام أنه "في الخلاصة، تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله سيستمر في محاولة استهداف جنود على طول الحدود" بين إسرائيل ولبنان.

واعتبر المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن "إطلاق النار باتجاه قواتنا كانت خطوة متعمدة بادر إليها حزب الله، الذي قنص نشطاؤه قوة للجيش الإسرائيلي كان تنفذ نشاط عملاني عند الحدود، وعلى ما يبدو أن هذا كان كمينا بالقرب من موقع موجود عند محور تسلل محتمل من لبنان".

وأضاف بن يشاي أنه "بالإمكان التقدير بشكل مؤكد جدا أن هذه كانت محاولة تنفيذ هجوم انتقامي آخر لمقتل ناشط حزب الله في دمشق. وهذه المرة، تم تنفيذ كمين القناصة الذي وضعه حزب الله من الأراضي اللبنانية ومن دون محاولة التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية".

ووصف بن يشاي القصف الإسرائيلي بأنه "بطاقة حمراء ساطعة لحزب الله، الذي يبدو كمن استوعب الوضع الناشئ: هذه محاولة فاشلة أخرى من جانبه لشن هجوم، وفي المرة القادمة سيكون رد إسرائيل أشد وبموجب درجات التصعيد. فعلى التسلل إلى مزارع شبعا، رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار بهدف دفع خلية حزب الله إلى الهروب من الأراضي الإسرائيلية من دون التسبب بخسائر بشرية. والليلة الماضية، كان رد الجيش الإسرائيلي مدمرا، ولأول مرة منذ سنوات استهدفت مواقع مراقبة لحزب الله، لكن لأنه لم يتواجد فيها أحد، دُمرت المواقع من دون تسجيل إصابات".

المنطقة الحدودية، الليلة الماضية

وفسر بن يشاي ما جاء في بيان الناطق العسكري الإسرائيلي، صباح اليوم، بأن "أي محاولة لخرق سيادة دولة إسرائيل هو حدث خطير"، بأنه يدل على أن الجيش الإسرائيلي "يعرف بشكل مؤكد أن حزب الله بادر إلى عملية القنص، وأنه في المرة القادمة بإمكان إسرائيل الرد ليس فقط باتجاه مواقع المراقبة لحزب الله عند خط الحدود، وإنما استهداف أهداف أخرى وبوسائل متنوعة أيضا، وليس فقط بواسطة مروحيات قتالية وطائرات أخرى".

وتابع أنه "في المرة القادمة، إذا أصر حزب الله على تجاهل الرسالة، قد تكون النتيجة أخطر، رغم أن كلا الجانبين لا يريدان التصعيد".

وحسب بن يشاي، فإنه "يوجد أكثر من 100 ألف مستجم ومتنزه في الشمال، بضمنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته في صفد، ورغم ذلك لا يمكن لإسرائيل المرور بصمت على خرق ثان خطير للهدوء عند الحدود وغايته استهداف قوات الجيش الإسرائيلي. وهذا هو سبب مهاجمة الجيش الإسرائيلي لمواقع مراقبة لحزب الله، لأول مرة منذ سنوات".

"نقاط ضعف إسرائيلية"

وأشار المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، إلى أنه "تواجدت خلية في المنطقة والقوات (الإسرائيلية) لا تعلم إذا نجحت بالفرار، أو أنها تنتظر تطورات. ووفقا للتاريخ عند الحدود، فإن حزب الله قادر على تنفيذ عملية تضليل ومماطلة بحيث الهجوم النوعي يكمن للجيش الإسرائيلي في نقطة ضعف (موقع) أخرى تماما".

ورأى بوحبوط أن "إطلاق القذائف استمر لساعات وبدا كأنه بدون فائدة. وخاصة عندما سقطت قطع من القذائف المدفعية داخل قرى لبنانية. وتصاعدت الدراما عندما استيقظ مئات آلاف المتنزهين في الشمال، وقسم منهم في خيام وقسم آخر في غرف فندقية، على أصوات الانفجارات، ولكنهم بقوا في إجازاتهم ولم يسارعوا إلى الهروب".

قوات وآليات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، اليوم (أ.ب.)

وحسب بوحبوط، فإن "حزب الله بقرار الجيش الإسرائيلي باحتواء الحدث في مزارع شبعا كضعف، وليس كنوع من ’المساعدة’ من جانب إسرائيل للسماح له بالنزول عن الشجرة وإنهاء الحدث. ونصر الله لم يقدر النية الحسنة للجيش الإسرائيلي بعدم نشر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه ناشطو حزب الله في مزارع شبعا".

واعتبر بوحبوط أن "الجيش الإسرائيلي قرر أمس أيضا احتواء الحدث وعدم التدهور إلى أيام قتالية أو حرب، وإنما الاكتفاء بإطلاق نار باتجاه مواقع حزب الله. وإطلاق النار هذا يشكل إهانة لحزب الله، ولكن بشكل تناسبي جدا. وهذه الأحداث تدل على عدة أمور بالنسبة للجيش الإسرائيلي: ينبغي تعزيز الردع مقابل حزب الله، وليس في سورية فقط وإنما في لبنان أيضا؛ وتحسين نقاط الضعف التي سمحت بإطلاق النار باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي المحاذي لبلدة منارة".

التعليقات