تحديات تواجه العائلة في العطلة الصيفية بسبب كورونا

تواجه العائلات في العطلة الصيفية 2020 تحديات مغايرة عن باقي السنوات بسبب تفاقم أزمة انتشار فيروس كورونا، إذ أُلغيت رحلات السفر والمخيمات الصيفية، وأغلقت المنتجعات السياحية ومراكز الترفيه واللهو، وجُمّدت النشاطات والفعاليات المختلفة أمام الأبناء.

تحديات تواجه العائلة في العطلة الصيفية بسبب كورونا

أحلام زنغري: "تخصيص جزء من البيت لألعاب الأطفال" (عرب 48)

تواجه العائلات في العطلة الصيفية 2020 تحديات مغايرة عن باقي السنوات بسبب تفاقم أزمة انتشار فيروس كورونا، إذ أُلغيت رحلات السفر والمخيمات الصيفية، وأغلقت المنتجعات السياحية ومراكز الترفيه واللهو، وجُمّدت النشاطات والفعاليات المختلفة أمام الأبناء.

والتقى "عرب 48" عددا من العائلات للاطلاع على كيفية قضاء أبنائهم الأوقات في العطلة الصيفية، والتعرف على النشاطات والمشاريع التي يتعاون أفراد الأسرة لتنظيمها حتى يتسنى لهم قضاء عطلة جميلة وممتعة.

مساحة للعب في البيت

وقالت المربية أحلام زنغري عبد الله من كفر ياسيف، لـ"عرب 48"، إن "هذه العطلة جاءت مغايرة تماما لما عرفناه في السنوات السابقة من سفر وسياحة، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا الذي فرض واقعا جديدا علينا، لكنني قررت وزوجي تخصيص جزء كبيرا من البيت لألعاب مهمة لأطفال، وذلك لتعويض أبنائي عن غياب أماكن اللعب العامة".

منال حجازي: "قضاء الوقت في أحضان الطبيعة" (عرب 48)

وأوضحت أنه "اتخذنا موقفا للتفكير إيجابيا، وخصصت وقتي لقضاء الإجازة في المنزل دون الشعور بالملل والتوتر، لتكون هذه الإجازة فرصة جيدة لاكتشاف أطفالي وتنمية مواهبهم، إذ اكتشفت أن ابني البكر يمتلك موهبة الرسم، وأحاول تطويرها من خلال قضاء أوقات أكثر معه بالبيت".

جمع ذكريات العائلة

واختارت المربية منال حجازي، التجول في المناطق الطبيعية برفقة أبنائها بعيدا عن التجمعات والأعراس، مؤكدة أنه "لا ملاذ من الملل إلا قضاء الوقت في أحضان الطبيعة، فقد تم الاتفاق على برنامج سياحي داخلي بين أفراد الأسرة، ليتم اكتشاف أجمل المناطق الطبيعية في البلاد، من الساحل والصحراء والجبال".

غزل زعرورة تمتطي صهوة الحصان (عرب 48)

وأكدت على "أهمية تعزيز الروابط الأسرية، واستغلال العطلة الصيفية 2020 لتذكر أجمل الأوقات التي قضتها الأسرة في الرحلات معا، كونها ذكريات لا تنسى ويمكن استعادتها بالتحدث عنها بمشاهدة الصور والأفلام".

ابتكارات وتنمية مهارات الأبناء

وكانت مشاركة الآباء لأبنائهم في العطلة الصيفية عنصرا بارزا لدى أسرة هلال أبو نمر من طمرة، إذ تحدد برنامج شامل مع تخصيص نشاطات مع الأب. وقال أبو نمر إنه "علينا استثمار العطلة الصيفية بأساليب ترتقي بمهارات أبنائنا، وتكون ممتعة ومسلّية في الوقت عينه، علينا كأهال اعتبار هذه الإجازة فرصة لمساعدة الأبناء على تنمية شخصياتهم ومداركهم وقدراتهم الذاتية، واستغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة".

"فعاليات هادفة"- أسرة هلال أبو نمر (عرب 48)

رياضة بيتية تهيمن على الأبناء

واتخذت عائلة إبراهيم زعرورة من شفاعمرو ساحة منزلها مركز استجمام للأبناء، إذ تم تجهيزها ببركة سباحة وألعاب رياضية مختلفة. وقالت رغدة زعرورة، لـ"عرب 48"، إنه "مع انطلاق العطلة الصيفية 2020 وتعطيل النشاطات الرياضية الخاصة ببناتي، من تعطيل مباريات كرة السلة، إذ تشارك ابنتي غزل في فريق البنات للسلة في المدينة، قمنا بتعويضهن برياضة السباحة وركوب الخيل، كما اتخذنا جميع الاحتياطات اللازمة لاستغلال فرصة فتح المسجد الأقصى وزيارته إيمانا بأهمية أحياء الأنشطة الدينية، بالإضافة لجميع الفعاليات الأخرى".

استثمار العطلة الصيفية

وقال مدير معهد نهضتنا للتفكير الاستراتيجي والنجاح الريادي، د. محمود خطيب، من كفر كنا، لـ"عرب 48" إن "العطلة الصيفية لها أهداف أساسية علينا إدراكها حتى ننجح في إدارة الوقت لأبنائنا، أولها، كسر حالة الملل والتخلص من المسؤوليات الدورية والروتينية، وهو عامل ضروري للتوقف قليلاً عن الضغط والالتزامات. واكتساب المعرفة والثقافة من خلال برنامج لا منهجي يقرره الأبناء مع ذويهم بعيدا عن مصادر التثقيف المدرسية".

جولات في معالم القدس (عرب 48)

وأضاف أنه "بالرغم من تحديد العطلة الصيفية في القرون السابقة لأجل عمل الطلاب في الحقول والحصاد، إلا أنها اليوم تسمح للجميع باستعادة الطاقة الإيجابية والحيوية من خلال الابتعاد عن الروتين المتعب والشاق".

وأشار إلى "أهمية استغلال الوالدين للعطلة الصيفية بهدف إكساب الأبناء عادات جديدة، وتخصيص نشاطات تساهم في الحفاظ على سلامة الأبناء في ظل كورونا".

جدول زمني محدد

وأوضح خطيب أنه "على الأهل استغلال أوقات العطلة الصيفية لأنها فرصة لإكساب أبنائهم عادات جديدة، وتعويدهم على بناء برنامج عملي ترفيهي تربوي، مثل المطالعة والرياضة والتعرف على معالم البلاد من خلال برنامج تثقيفي، إذ أنه من المهم جدا مشاركة الوالدين وأخذ دورهم في التربية، إذ يُعتبر تغيّب أحدهم عن دوره في التربية مصدر تخوف لفقدان التوازن عند الطفل، فوجود الأب حتى لو كان بدون مشاركة فعلية له دور كبير في تنشئة الأبناء".

د. محمود خطيب: "استثمار الوقت مع الأبناء" (عرب 48)

منتدى حوار وورشة عمل

وختم مدير معهد نهضتنا للتفكير الاستراتيجي والنجاح الريادي بالقول إن "الأولاد السعداء هم الذين يعيشون في بيت تصدر منه أصوات الحوار والحديث، في حين على الأهل تحويل البيت لورشة نشاطات ومنتدى حوار، إذ سيواجه الأهل خلافا وصراخا بين الأبناء، وعليهم استغلال هذه المواقف لتربيتهم على كيفية حل الصراع وزرع القيم الأخلاقية من خلال المواقف التي تواجه الأبناء، وعدم إسكات الأطفال من خلال جهاز تكنولوجي، بل دعمه في مرحلة بحثه واكتشافه، ومنح الأبناء متسعا من الحرية للخروج مع الأصدقاء لأوقات محددة، ومع دعمهم في التوجه لعمل ملائم لهم دون المس بكرامتهم أو تعرض صحتهم النفسية والجسدية للأذى".

التعليقات