توالت ردود الفعل والتصريحات الصادرة عن زعماء في العالم، الذين حذروا من عواقب إقدام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وعبروا عن معارضة لهذه الخطوة.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنها تعتزم الحديث مع ترامب بشأن وضع القدس، الذي قالت إنه يتعين أن يتحدد في إطار تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، معتبرة أن البلدة القديمة يتعين في نهاية الأمر أن تتقاسمها إسرائيل مع دولة فلسطينية مستقبلية.

وتابعت ماي أن "القدس في نهاية الأمر يجب أن تشكل عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية".

من جانبه، دعا البابا فرنسيس إلى احترام "الوضع الراهن" في المدينة قائلا إن أي توتر جديد في الشرق الأوسط سيلهب الصراعات في العالم. وناشد الجميع احترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقدس.

وقال البابا إنه "لا يمكنني التزام الصمت بشأن قلقي العميق من الوضع الذي طرأ في الأيام القليلة الماضية"، وأنه يأمل أن "يسود العقل والحكمة لتفادي إضافة عوامل توتر جديدة إلى مشهد عالمي ملتهب بالفعل بسبب الكثير من الصراعات القاسية“.

وحذر مارتن شولتس، زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا، من أن ترامب يقوض الاستقرار الدولي بقراره المزمع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك.

وأكد شولتس دعمه لحل الدولتين وقال إن قرار ترامب، الذي سيتخذ رغم تحذيرات من حلفاء مختلفين لواشنطن، يهدد بانتكاسة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إن نية الولايات المتحدة نقل سفارتها للقدس علامة على عجزها وفشلها وأن "فلسطين ستحرر وسينتصر الشعب الفلسطيني". فيما رأى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "القدس تخص الإسلام والمسلمين والفلسطينيين، ولا مكان لمغامرات جديدة يقوم بها طغاة عالميون".

وأضاف روحاني أن إيران تريد تحقيق "السلام والاستقرار" في المنطقة لكنها لن تتهاون فيما يتعلق بانتهاك المواقع الإسلامية المقدسة. وتابع أنه "لن يتحمل أي شعب مسلم بما في ذلك شعب إيران انتهاك الطغاة والصهاينة للمواقع الإسلامية المقدسة".

واعتبر خامنئي أن هناك حكاما بعينهم في المنطقة "يرقصون على أنغام أمريكية" في إشارة غير مباشرة للسعودية خصم إيران الإقليمية.

أبدت الصين قلقها من خطوة ترامب قائلة إن ذلك قد يفجر أعمالا عدائية جديدة. وقال قنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن وضع القدس مسألة معقدة وحساسة وإن الصين قلقة من أن القرار الأمريكي "قد يعمق الصراع في المنطقة".

وأضاف قنغ أنه "يتعين على جميع الأطراف بذل المزيد من أجل إقرار السلام والهدوء في المنطقة، والتصرف بحذر، وتجنب التأثير على أسس حل القضية الفلسطينية وبدء أعمال عدائية جديدة في المنطقة“.

وقال الكرملين إن روسيا تشعر بالقلق إزاء احتمال تأجيج الخلاف بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية نتيجة خطط ترامب نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنه "رغم ذلك لن نناقش القرارات التي لم تُتخذ بعد".

وشدد المتحدث باسم الحكومة التركية على أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيزج بالمنطقة والعالم "في أتون حريق لا نهاية له في الأفق". وأضاف بكير بوزداج، نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة، أن "إعلان القدس عاصمة يتجاهل التاريخ والحقائق في المنطقة، إنه ظلم وقصر نظر وحماقة، إنه يزج بالمنطقة والعالم في أتون حريق لا نهاية له في الأفق".

اقرأ/ي أيضًا | قراءة في قانون "سفارة القدس": ما هي خيارات ترامب؟