أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، بأغلبية كبيرة مشروع قرار يدين إسرائيل بسبب استخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين منيت الولايات المتحدة بنكسة بعدما رفضت الجمعية العامة إدخال تعديل اقترحته واشنطن يدين حركة حماس.

ولقي مشروع القرار الذي طرحته الدول العربية والإسلامية وعارضته بشدة الولايات المتحدة تأييد 120 دولة، ومعارضة ثماني دول فقط، وامتناع 45 دولة عن التصويت. وتقدمت واشنطن بتعديل على النص لإدانة حماس، لكن اقتراحها سقط بعدما فشل في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لاعتماده.

وكانت الدول العربية والاسلامية طرحت هذا النص على الجمعية العامة بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن.

ويدين القرار الاستخدام "المفرط وغير المتكافئ والعشوائي للقوة من قبل القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين" وينتقد كذلك في المقابل "إطلاق صواريخ من قطاع غزة على مناطق مدنية إسرائيلية".

ويدعو القرار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إعداد اقتراحات لاعتماد "آلية حماية دولية" للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وكانت واشنطن قد نددت بمشروع القرار بوصفه "غير متوازن في جوهره"، واقترحت بالمقابل إدانة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بسبب إطلاقها صواريخ على إسرائيل "وتحريضها على العنف" على طول الحدود مع اسرائيل.

وصوّتت الجمعية العامة أولا على التعديل الأميركي المقترح، وعندما لم يحز على أغلبية الثلثين المطلوبة، صوتت على مشروع القرار بصيغته الأصلية.

وتقدمت الجزائر وتركيا بمشروع القرار نيابة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وقبيل التصويت على مشروع القرار، قالت السفيرة الأميركية على منبر الجمعية العامة إن "الرياضة السياسية المفضلة لدى البعض هي مهاجمة إسرائيل. لهذا السبب نحن هنا اليوم".

يذكر أنه في كانون الأول/ديسمبر، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار يدين اعترافها الأحادي بالقدس عاصمةً لإسرائيل، لجأت الدول العربية إلى الجمعية العامة حيث لا وجود للفيتو.

وحذرت هايلي آنذاك من أن واشنطن "تسجّل أسماء" الدول التي دعمت قرار إدانتها. وبلغ عدد الأصوات الرافضة للقرار الأميركي يومها 128 صوتا، مقابل 9 أصوات مؤيدة وامتناع 35 عن التصويت.