تستمر إيطاليا ومالطا برفض استقبال نحو 450 مهاجر ولاجئ يقبعون على متن سفينتين تابعتين للوكالة الأوروبية المكلف بمراقبة الحدود "فرونتكس" في البحر المتوسط، فيما تظاهر الآلاف اليوم السبت عند الحدود الفرنسية-الإيطالية رفضًا لإغلاق أوروبا أمام المهاجرين.

وانطلقت هذه الدفعة من اللاجئين والمهاجرين من ليبيا على متن مركب خشبي تم رصده فجر الجمعة لدى عبوره المياه الإقليمية التابعة لمالطا.

ورفض وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة القومي الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الحكومة، رسو مركبهم في الموانئ الإيطالية وذلك تماشيا مع سياسة متشددة يعتمدها إزاء المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط.

ونُقل المهاجرين إلى سفينتين تابعتين لوكالة "فرونتيكس"، أصّر سالفيني بعدها على إصدار أوامر لهم "بالتوجه جنوبا إلى ليبيا أو مالطا".

وادعى سافليني خلال محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أنّ هذا التصرف ينم عما وصفه "عدالة واحترام وشجاعة في مواجهة مهربي البشر أولئك وتوليد تدخل أوروبي"، بحسب وكالات إيطالية.

وأوردت وسائل الإعلام الإيطالية نقلا عن مصادر حكومية أن كونتي سيدفع باتجاه نقلهم فورا إلى دول أوروبية أخرى، وأنه لن يسمح لهم بالرسو.

وحاولت السلطات الإيطالية في رسائل واتصالات متبادلة مع مالطا دفع فاليتا إلى تحمل مسؤولية المهاجرين المتواجدين على متن المركب الخشبي. من ناحيتها قالت مالطا إن المركب أقرب مسافة إلى إيطاليا وإن ركابها يريدون التوجه إلى شواطئها.

ويأتي تجدد الخلاف بين مالطا وإيطاليا بعد ساعات من السماح لـ67 شخصا بالنزول من سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطاليين رست في مرفأ تراباني بصقلية.

ويريد سالفيني، الذي تولى منصبه بعد تشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة في الأول من حزيران/يونيو، منع وصول المزيد من مراكب المهاجرين، وقد منع سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات الإغاثة من الرسو في الموانئ الإيطالية، متهما إياها بمساعدة المهربين على الاتجار بالبشر.

وفي سياق متصل، تظاهر الآلاف، اليوم السبت، في مدينة فينتيميليا عند الحدود بين فرنسا وإيطاليا احتجاجا على اغلاق الحدود الأوروبية أمام المهاجرين.

وشارك في التظاهرة إيطاليون وفرنسيون وألمان وهولنديون وإسبان ساروا سلميا في شوارع المدينة تحت رقابة امنية مشددة، وصولا الى الحدود الفرنسية حيث عادوا أدراجهم.

ورفع المتظاهرون لافتات دعت أحداها الى "استقبال لائق للمهاجرين في اوروبا بلا حدود"، واعتمر بعضهم قبعات على شكل قوارب ورقية صغيرة كتب عليها "مأساة قبالة سواحل ليبيا، مصرع ما بين 700 و900 مهاجر، وانقاذ 28 فقط".

وتهدف التظاهرة بحسب بيان اصدره المنظمون الى "تعبئة من أجل التنديد بوحشية السياسات الداخلية والخارجية في ملف الهجرة"، فضلا عن "المطالبة بضرورة إصدار تصاريح إقامة أوروبية وبحرية التنقل" للمهاجرين في اوروبا.

وشكلت فينتيميليا، المدينة الإيطالية الواقعة عند الحدود مع فرنسا، نقطة عبور لآلاف المهاجرين الى شمال أوروبا، إلا أن فرنسا تمنعهم منذ 2015 من دخول أراضيها.

اقرأ/ي أيضًا | مئات القتلى بتفجيرات انتحارية تسبق الانتخابات بباكستان