أعلنت زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، أندريا ناليس، اليوم الإثنين، إن حزبها يعارض أي مشاركة لألمانيا في الحرب على سورية، وأكدت أن حزبها لن يوافق على خيارات انضمام ألمانيا لقوات التحالف للقتال بسورية، لتفتح بذلك جبهة صراع جديدة محتملة داخل حكومة المستشارة أنغيلا ميركل.

وأصدرت ناليس بيانا موجزا بعد تقرير نشرته صحيفة بيلد يفيد بأن وزارة الدفاع، التي تقودها وزيرة من المحافظين، تدرس خيارات محتملة للانضمام إلى القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية في أي إجراء عسكري في سورية في المستقبل إذا استخدمت الحكومة السورية أسلحة كيماوية مجددا.

وقالت ناليس: "الحزب الديمقراطي الاشتراكي لن يوافق، لا في البرلمان ولا في الحكومة، على مشاركة ألمانيا في الحرب في سورية".

وأضافت: "ندعم وزير الخارجية في مساعيه لتجنب أزمة إنسانية من خلال المناقشات مع تركيا وروسيا".

وذكرت صحيفة "بيلد"، اليوم الإثنين، أن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الألمانية التقى الشهر الماضي مع الملحق العسكري الأميركي، الذي وصل مؤخرا، لبحث الدعم الألماني المحتمل لتحالف عسكري ضد رئيس النظام بشار الأسد.

واستأنفت مقاتلات وطائرات هليكوبتر روسية وأخرى تابعة لقوات النظام، أمس الأحد، ضرباتها المكثفة في إدلب وحماة مع تصعيد دمشق لهجومها على آخر معقل رئيسي لمقاتلي المعارضة.

وقالت بيلد إن مسؤولين ألمانا وأميركيين بحثوا خيارات مختلفة بما في ذلك إمكانية مساعدة مقاتلات ألمانية في تقييم الأضرار الناجمة عن المعركة أو إسقاط قنابل لأول مرة منذ الحرب في يوغوسلافيا السابقة في التسعينيات.

وتعد مشاركة ألمانيا في أي عمل عسكري مسألة حساسة وموضوعا لا يحظى بشعبية بسبب الماضي النازي للبلاد. ومن شأن المشاركة في أي ضربات عسكرية في سورية أن تضع ألمانيا أيضا في مسار تصادمي مباشر مع روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، للمرة الأولى.

وقالت صحيفة بيلد إن قرارا بشأن المشاركة في مثل هذه الضربات ستتخذه ميركل، التي استبعدت من قبل المشاركة في ضربات نفذتها قوات أميركية وبريطانية على سورية في نيسان/أبريل 2018 بعد استخدام سابق للأسلحة الكيماوية.

وأضافت الصحيفة أنه سيتم إبلاغ البرلمان بالمشاركة في عمل عسكري بعد القيام به بالفعل إذا تطلب الأمر اتخاذ إجراء سريع.

وقالت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان في بيان مشترك، إنهما على اتصال وثيق مع الحلفاء الأميركيين والأوروبيين بشأن الوضع الحالي في سورية والسيناريوهات المحتملة للأزمات وخيارات القيام بإجراء مشترك.

وقال البيان: "الهدف هو أن تتجنب أطراف الصراع... تصعيدا في وضع مروع بالفعل... هذا صحيح بالأخص بالنسبة لاستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة التي استخدمتها حكومة الأسد فعلا في السابق".

اقرأ/ي أيضًا | مع استمرار النزوح: غارات للنظام وروسيا على مشارف إدلب