وسع الجيش المصري ع نطاق هدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعية في محافظة شمال سيناء، مثلما أفاد تقرير صادر، منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أمس الثلاثاء، فالعملية العسكرية التي انطلقت في التاسع من شباط/ فبراير الماضي ضد تنظيم ولاية سيناء الموالي لـ"داعش" لم تستطع تحقيق نتائج فعلية ضد الأخير، الذي لا يزال ينشط وينفذ عمليات، فيما يدفع المدنيون ثمن الحصار و"العمليات الانتقامية" من قبل الجيش.

وأحصى تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش"ء، هدم نحو 3600 بناية وتجريف مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية في مساحة 12 كيلومترا بامتداد الحدود مع قطاع غزة، بالإضافة لهدم 100 بناية شمال مطار العريش.

وأشارت المنظمة إلى ما وصفته بالتصعيد في أعمال الهدم منذ بدء العملية الشاملة "سيناء 2018" في 9 شباط/فبراير شباط الماضي، بالإضافة إلى ما شهده شهر كانون الثاني/ يناير من هدم 600 بناية.

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، سارة ليا ويتسن، إن "تحويل بيوت الناس إلى أنقاض هو جزء من الخطة الأمنية نفسها التي أدت إلى التضييق على توفير الإمدادات الغذائية والتنقلات".

واتهمت المنظمة السلطات بأنها تقوم بأعمال الهدم والإخلاء القسري دون إشراف قضائي، ودون توفير مساعدة كافية للحصول على سكن مؤقت.

وفي وقت لاحق في القاهرة، نفى متحدث عسكري تقرير المنظمة، مؤكدا أنها تعتمد "مصادر غير موثوقة".

وقال إن "القوات المسلحة تنفذ الإجراءات القانونية طبقا للقرارات الرئاسية بشأن إقامة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي وحول مطار العريش مع تعويض الاهالي بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية في الدولة".

وغالباً ما يصدر الجيش المصري بيانات يذكر فيها أعداد القتلى من "المجموعات الإرهابية"، ومن قواته، كما يشير إلى استهداف ما يسميها "اوكاراً للإرهابيين"، في إشارة إلى المنازل التي ذكرت المنظمة أنه تم تهديمها.

وكانت منظمة "العفو الدولية" قد أعلنت أن أفراداً من القوات المسلحة المصرية يتحملون مسؤولية سبعة على الأقل من عمليات القتل غير المشروع، بما في ذلك إطلاق النار من مسافة قريبة على رجل أعزل وطفل يبلغ من العمر 17 عاماً مما أدى إلى مقتلهما.

وحلل خبراء المنظمة لقطات فيديو مسرَّبة عن أعمال قتل، وقارنوها بصور وبلقطات فيديو نشرتها القوات المسلحة المصرية على موقع "يوتيوب"، كما أجروا مقابلات مع خبراء وأشخاص يقيمون في سيناء.

وتظهر اللقطات أحد أفراد الجيش المصري وهو يردي بالرصاص ذلك الطفل، بمعاونة رجل آخر في زي عسكري، وتشير لهجته إلى أنه من أهالي سيناء. كما تظهر في لقطات الفيديو جثث خمسة أشخاص آخرين، قُتلوا على ما يبدو في وقت سابق.

وقتل نحو 200 مسلح و33 جنديا على الأقل منذ بدء عملية "سيناء 2018" في 9 شباط/فبراير، استنادا إلى الأرقام الرسمية التي يعلنها الجيش المصري.

وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس هيئة الاركان في القوات المسلحة بإعادة فرض الأمن في سيناء في غضون ثلاثة أشهر، مع استخدام "كل القوة الغاشمة"، وتم لاحقا تمديد المهلة.

اقرأ/ي أيضًا | مقتل وجرح 24 جنديا بسيناء والسيسي يمدد الطوارئ بمصر