اقتحم محتجون غاضبون، اليوم الجمعة، مبنى القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة، جنوبي العراق، وأضرموا النار فيها، بحسب ما أظهرت مقاطع الفيديو التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تأكيدات المصادر الأمنية. هذا وأصدرت السفارة الإيرانية في العاصمة العراقية بغداد تعليمات طالبت من خلالها رعياها بمغادرة البصرة

وأعلن بيان صادر عن قيادة العمليات العسكرية في البصرة العراقية أن مسؤولين أمنيين فرضوا حظرا للتجول على المدينة بأكملها قبيل الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، وسط استمرار الاحتجاجات عنيفة. وأضاف البيان أن قوات الأمن ستعتقل أي شخص تمسك به في الشارع وقت سريان الحظر.

وأوضح المصدر، وهو برتبة مقدم، إن المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لإيران أمام القنصلية، قبل أن يقتحمها العشرات. وتابع أن زجاجات حارقة ألقيت داخل المقر، ما تسبب باشتعال نيران، دون الإشارة إلى حجمها.

وأظهرت الصور والمقاطع المنتشرة على مواقع التواصل حجم الفوضى التي تسود المكان، وسط محاولات قوات الأمن السيطرة على الوضع.

وأعلنت السلطات الإيرانية إغلاقها لمنفذ الشلامجة الحدودي مع العراق بعد إحراق قنصليتها في البصرة، فيما قالت القنصلية إنها "لا تتهم جهة معينة بإضرام النار" واعتبرت أن "إحراق القنصلية عمل وحشي وغير أخلاقي".

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه احتجاجات مستمرة منذ أسابيع، تطالب بإنهاء الفساد وتوفير الخدمات الأساسية والوظائف، تتركز في محافظات الجنوب.

وردد المحتجون هتافات تدعو إيران إلى سحب "الأحزاب الموالية لها" في المحافظة، والتي اتهموها بإدارة الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ودوائرها.

ويتهم المتظاهرون الطبقة السياسية المقربة من إيران بإشاعة الفساد في البلاد وعدم الالتفات إلى حاجات المواطنين الأساسية مثل الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والوظائف وغيرها.

وتحتفظ إيران بنفوذ واسع في محافظات جنوبي العراق عبر فصائل مسلحة موالية لها فضلا عن مؤسسات ومدارس دينية.

وفي تطورات منفصلة، قال المصدر الأمني إن متظاهرين آخرين أضرموا النيران لليوم الثاني على التوالي في مبنى البلديات ومكتب قناة العراقية التلفزيونية الرسمية وسط مدينة البصرة.

وأضاف أن آخرين اقتحموا مكتب حزب الدعوة، وهو حزب رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأضرموا النيران في سيارتين كانتا متوقفتين في فناء المقر.

وتأتي هذه التطورات غداة إضرام المئات من المحتجين الغاضبين مساء أمس الخميس، النيران في مقرات حكومية ومكاتب أحزاب موالية لإيران وعلى رأسها "منظمة بدر" بزعامة هادي العامري، و"عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي.

وخلفت الاضطرابات وأعمال العنف في البصرة 11 قتيلا في صفوف المتظاهرين منذ مطلع الشهر الجاري، و26 قتيلا منذ بدء الاحتجاجات في 9 تموز/ يوليو الماضي، حسب أحدث حصيلة للمفوضية العليا لحقوق الإنسان.

اقرأ/ي أيضًا | ارتفاع عدد ضحايا احتجاجات البصرة إلى 10 خلال 4 أيام

وتقول الحكومة العراقية إن مندسين بين المحتجين يعملون على تخريب الممتلكات العامة، وأنها لن تسمح بذلك، لكن المتظاهرين يتهمون قوات الأمن بإطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم بالقوة.