في تصريح غير عادي في مؤتمر صحفي عقد في تموز/يوليو من العام 2016، خلال الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، دعا دونالد ترامب روسيا مباشرة إلى قرصنة البريد الإلكتروني لمنافسته هيلاري كلينتون، ونشر الرسائل على الملأ.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" قال ترامب: "روسيا.. إذا كنت تصغين إلي، فأنا آمل أن تكوني قادرة على العثور على 30 ألف رسالة مفقودة"، وذلك في إشارة إلى رسائل قامت كلينتون بمحوها من بريدها الشخصي، والذي كانت تستعمله أثناء إشغالها منصب وزير الخارجية، مضيفا أنه روسيا ستكافأ على ذلك من قبل الإعلام الأميركي.

وتبين من لائحة الاتهام التي وجهت ضد 12 ضابطا في الاستخبارات الروسية، أنه في اليوم الذي صرح فيه ترامب هذا التصريح، نفذت روسيا أول محاولة لاقتحام خوادم وزارة كلينتون.

ولم تشر لائحة الاتهام إلى أن الروس تصرفوا بناء على طلب ترامب، كما لم تشر إلى طلب ترامب نفسه تدخل الروس، الأمر الذي أثار غضب الأجهزة الاستخبارية الأميركية التي حاولت منع التدخل الروسي في الانتخابات.

في المقابل، تشير لائحة الاتهام إلى تسلسل الأحداث، حيث أن ترامب ألقى خطابا في السابع والعشرين من تموز/يوليو في الساعة 10:30، في حين أن أول محاولة اقتحام وقعت بعد ذلك، واستمرت عدة ساعات، وذلك لنشر الرسائل الإلكترونية التي كانت في نطاق مزود من طرف ثالث استخدمه مكتب كلينتون.

وقال نائب وزير القضاء، رود روزنشتاين، الذي يشرف على تحقيقات المحقق الخاص، روبرت مولر، إن السلطات لا تتهم مواطنين أميركيين بالعلاقة مع الروس بشأن اقتحام الحسابات، وذلك بداعي أن المتهمين هم الذين أنشأوا علاقات مع أميركيين لا يوجد ادعاءات بأنهم كانوا يعلمون أنهم يتحدثون مع عناصر استخبارية روسية.

يشار في هذا السياق إلى أن طاقم التحقيق الخاص بمولر كان معنيا بسؤال ترامب عما إذا كان يعلم بالاقتحام، إلا أن الأخير يرفض اللقاء والرد على الأجوبة.