حمّل أقطاب السياسة الخارجيّة في الإدارة الأميركيّة؛ السّفيرة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، وكبير مستشار الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، بالإضافة إلى السّفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، حركة حماس مسؤوليّة التصعيد الأخير في قطاع غزّة، واتهمومها باستخدام متظاهري مسيرات العودة "دراعا بشريًا" وجرّ الاحتلال لمعارك على الأرض.

جاء ذلك في مقال كتب في موقع شبكة "سي إن إن" الأميركيّة، في أعقاب الغارات الإسرائيليّة الأخيرة، مساء أمس، الأحد، ولعرض ما وصفه المقال بـ"التحوّل الذي تقوده الولايات المتّحدة في الأمم المتحدة" نحو موقف داعمٍ أكثر لإسرائيل.

وجاء في المقال: لسوء الحظ، فإن النشاط الخبيث لحماس يدفع إسرائيل إلى الانخراط في أعمال الدفاع عن النفس ذات الأهمية المتزايدة. كما هو الحال في صراعات الماضي، تبدأ حماس صدامًا وتخسر ​​المعركة ويعاني شعبها. هذه هي الحقيقة التي يجب تغييرها.

ولمّح المقال إلى أنّ خطّة الرئيس الأميركي لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة باسم "صفقة القرن" ستحمل قرارات على غرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل تكريسًا للواقع، وانعكاسًا له، فكُتب فيه: هذا الأساس للواقع يؤكد نهج إدارتنا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كان الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل بمثابة انعكاس للواقع. أي شخص واقعي يعرف أن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل بموجب أي اتفاق سلام. ولكن كما قال الرئيس دونالد ترامب عندما اتخذ هذا القرار، لم يصدر أي حكم حول الحدود النهائية للقدس؛ بل مباشرة جميع الأطراف إلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس. هذه الأسئلة هي للأطراف لاتخاذ القرار.

وفصّل المقال أكثر حول "صفقة القرن" بالقول "إن اقتراح السلام الذي سنقدمه سيكون واقعيا بشكل مماثل، مع الاعتراف بالاحتياجات المشروعة لكل من إسرائيل والفلسطينيين وكذلك مصالح المنطقة الأوسع. لن يكون هناك أحد راضٍ تمامًا عن اقتراحنا، ولكن هذا هو الأمر الذي يجب أن يكون عليه إذا أريد تحقيق سلام حقيقي. لا يمكن أن ينجح السلام إلا إذا استند إلى حقائق".

أمّا الحقائق التي أشار إليها المقال، فالقصد منها الاعتراف بأنّ حركة حماس هي من تقود الأوضاع نحو الأسوأ في غزّة، لا الاحتلال، وهو الأمر الذي احتفى المقال بإعلانه في جلسة الأمم المتحدة في ١٣ حزيران/ يونيو الماضي.

اقرأ/ي أيضًا | "صفقة القرن" تبقي الأقصى والمقدسات ضمن سيطرة الاحتلال

وعمل الاحتلال الإسرائيلي على فرض تغييرات واسعة على الأرض الفلسطينيّة، عبر عمليّات تهجيرٍ وضمّ واحتلال وبناء مستوطنات، ومثال على ذلك مدينة القدس المحتلة، التي تغيّرت مساحتها بشكل كبير منذ استكمال احتلالها عام سبعةٍ وستّين، حتى وصلت حدودها مدينتي رام الله وبيت لحم الفلسطينيين، وأصبحت القرى الفلسطينيّة التي كانت خارج حدود المدينة قبل النكسة أحياءً فيها.