قال مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تبنى إستراتيجية جديدة بشأن دور الولايات المتحدة في سورية، بموجبها تبقى القوات العسكرية الأميركية هناك لفترة غير محدودة، إلى حين التأكد من مغادرة القوات الإيرانية.

يذكر أن ترامب كان قد صرح قبل نحو خمسة شهور أنه يريد إعادة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة فورا.

ونقلت "واشنطن بوست" عن المسؤولين في الخارجية الأميركية قولهم إن ترامب تبنى إستراتيجية جديدة، يمدد بموجبها الجهود العسكرية الأميركية في سورية إلى أجل غير مسمى، ويطلق دفعة دبلوماسية لتحقيق لتحقيق جملة من الأهداف الأميركية.

ورغم أن الحملة العسكرية الأميركية على تنظيم الدولة الإسلامية قد انتهت تقريبا، إلا أن الإدارة الأميركية أعادت تحديد أهدافها مجددا، لتشمل خروج كل القوات الإيرانية والموالية لها من سورية، وتشكيل حكومة جديدة مستقرة لا تشكل تهديدا، وتكون مقبولة على السوريين والمجتمع الدولي.

وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الأميركيين أن جزءا كبيرا من الدافع لهذا التغيير هو نتيجة تصاعد الشكوك بشأن قدرة أو رغبة روسيا في المساعدة في إخراج القوات الإيرانية من سورية.

ونقلت عن الدبلوماسي الأميركي، جيمس جيفري، قوله إن السياسة الجديدة تقضي بعدم الانسحاب من سورية بحلول نهاية العام الحالي.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك نحو 2200 جندي أميركي في سورية، جرى تكريسهم لمحاربة الدولة الإسلامية في الثلث الشرقي منها.

وقال جيفري إن القوات الأميركية ستبقى في سورية إلى حين التأكد من مغادرة إيران لسورية والهزيمة النهائية لتنظيم الدولة الإسلامية. على حد قوله.

ورفض جيفري توصيف أية مهمة عسكرية جديدة، إلا أنه شدد على أن ما قاله سيكون "مبادرة دبلوماسية رئيسية" في الأمم المتحدة وأماكن أخرى، إضافة إلى استخدام الأدوات الاقتصادية، بما في ذلك العقوبات على إيران وروسيا، ورفض الولايات المتحدة تمويل إعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن جيفري، والعقيد المتقاعد من الجيش الأميركي، جول ريبون، الذي نقل إلى وزارة الخارجية من مجلس الأمن القومي، الشهر الماضي، ليصبح مبعوثا خاصا لسورية، قد كلفا محاولة وضع مخطط متماسك يمنع تكرار ما ترى الإدارة الأميركية أنها أخطاء العراق، حيث فتح الانسحاب الأميركي المجال أمام إيران، وعودة ظهور المسلحين الذين شكلوا تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، كان قد أدرج انسحاب إيران من سورية ضمن 12 مطلبا أميركيا من طهران، وذلك في خطاب ألقاه في مؤسسة "هيريتيج"، في أيار/مايو الماضي.

ونقلت عن جيفري قوله إن السياسة الاميركية "ليست أن الأسد يجب أن يرحل"، مضيفا "ليس لدى الأسد مستقبل، ولكن ليست وظيفتنا التخلص منه".

وأضاف أنه من الصعب التفكير بالأسد "كزعيم يستطيع تلبية مطالب المجتمع الدولي، وليس مطالبنا فحسب، أو كمن لا يشكل تهديدا لجيرانه أو يعتدي على شعبه، أو لا يسمح باستخدام السلاح الكيماوي، أو كمن يوفر منصة لإيران"، على حد قوله.

إلى ذلك، كتبت الصحيفة أن الاختبار الأول للدور الموسع للإدارة في سورية، عاجلا وليس آجلا، في إدلب.