قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ('أمان') الأسبق، شلومو غازيت، إن إسرائيل توصلت إلى استنتاج، من خلال معلومات استخبارية وصلتها قبل حرب حزيران العام 1967، بأن سلاح المدرعات المصري 'بحالة بائسة' وليس مستعدا للحرب.

وأكد غازيت معلومات وردت في كتاب صدر في إسرائيل قبل عدة سنوات حول العلاقات الإسرائيلية – المغربية، وجاء فيها أن الموساد سجل مداولات مؤتمر لرؤساء وملوك ورؤساء أركان جيوش عرب، عُقد في المغرب في أيلول/سبتمبر العام 1965، جرى خلاله التداول في جهوزية الدول العربية لحرب مع إسرائيل.

واستعرض رؤساء أركان جيوش عربية خلال هذا المؤتمر، بحسب الرواية الإسرائيلية، حجم قواتهم وتحدثوا بحرية عن قدرات الجيوش التي يقودونها، فيما سجل عميل للموساد هذه المداولات.

وجرى تسليم هذا التسجيل إلى دائرة الأبحاث في 'أمان'، التي كان غازيت يرأسها في حينه، حيث جرى تحليله.

وقال غازيت في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، نشرت مقاطع منها اليوم الخميس وستنشرها كاملة غدا، إن 'هذا التسجيل أكد لنا أنه، من جهة، وجهة الدول العربية نحو مواجهة وينبغي الاستعداد لها بجدية، ومن الجهة الأخرى، أن الثرثرة حول وحدة عربية وجبهة واحدة ضد إسرائيل لا تعكس أخوة حقيقية'. إذ أن التسجيل أظهر وجود خلافات بين الزعماء العرب خلال المؤتمر ووثق سجالا بصوت مرتفع بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والعاهل الأردني الملك حسين.

واعتبر غازيت أنه التسجيل 'رسّخ شعورنا، شعور قيادة الجيش الإسرائيلي، بأننا سننتصر في الحرب ضد مصر. وتوصلنا إلى الاستنتاج بأن سلاح المدرعات المصري في حالة بائسة وليس مستعدا للقتال. ورفض قائد سلاح المدرعات، يسرائيل طال، باستهزاء وجهة نظرنا هذه وقال إنه لا يعقل أن وضعهم سيء لهذه الدرجة. وقد رأينا من كان محقا' في إشارة إلى نتائج حرب حزيران.

وكشف غازيت عن أنه في العام 1985 أرسله شمعون بيرس، وكان حينها رئيسا لحكومة وحدة، لإجراء اتصالات سياسية مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات. وقال غازيت أن بيرس أمره بإخفاء الأمر عن وزير الخارجية الإسرائيلي حينذاك، إسحق شامير، وأن يقول له أن الحديث يدور عن مفاوضات حول تبادل أسرى ومفقودين.

وتطرق غازيت إلى حال إسرائيل اليوم في ظل عدم التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وقال إنه 'مضى خمسون عاما وما زلنا نبحث عن حل لنتائج هذه الحرب. الانتصار في حرب الاستقلال (حرب 1948) سمح بإقامة الدولة. لكن الانتصار في حرب الأيام الستة قد ينتعي بنهاية إسرائيل اليهودية والديمقراطية'.