في محاولة منها لكسر إرادة الأسرى المضربين عن الطعام، قامت وزارة الأمن الداخلي بتلفيق شريط فيديو مصور، مبهم وغير واضح في معظمه، لقائد إضراب الكرامة، مروان البرغوثي، تتهمه فيها بالأكل داخل زنزانته رغم الإضراب عن الطعام، وادخلت عليه لقطات استعملت عام 2004. 

ويظهر الشريط المصور لقطة واضحة للأسير مروان البرغوثي يتناول فيها الملح فقط، فيما قالت القناة الإسرائيلية الثانية التي نشرت الشريط إنها تلقته من وزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان.

ويظهر في معظم الشريط أسير لا تظهر ملامحه بشكل واضح، تدعي وزارة الأمن الداخلي إنه الأسير مروان البرغوثي الذي يقود الإضراب، خلال جلوسه على المرحاض، وفي يده شيء غير معروف بسبب رداءة الصورة، تدعي الوزارة أنه 'قطعة شوكولاطة'. وادعت الوزارة أن الأسير البرغوثي كان يتناول الكعك في وقت آخر.

وقالت مصادر فلسطينية وأسرى محررون إن هذه الصور قد تكون من سنوات سابقة أو صور تمت فبركتها، ومن الممكن أن تكون إدارة السجن التقطت هذه الصور لشخص آخر وادعت أنه البرغوثي وأعادت دمج الصور مع تلك التي يظهر فيها البرغوثي بشكل واضح، إذ لا يظهر الأسير البرغوثي واضحًا في اللقطات التي ادعت فيها وزارة الامن أنه بتناول 'قطعة شوكولاطة'. 

وبحسب المصادر، ليس من الغريب أن تقوم إسرائيل بمثل هذه المحاولات الرخيصة لكسر الإضراب والتحريض على قيادات الحركة الأسيرة. 

ونفت اللجنة الوطنية للإضراب، مساء اليوم الأحد، ما تدعيه مصلحة سجون الاحتلال عبر فيديوهات نشرتها، أن يكون القائد مروان البرغوثي قد علّق إضرابه عن الطعام، وأكدت أن المقطع المصور ما هو إلا محاولات سخيفة ووضيعة، تهدف إلى تثبيط عزيمة المضربين، مشيرة إلى أن هذا المقطع استُخدم سابقًا في عام 2004.

كما أكدت اللجنة الوطنية، أن الإعلام الإسرائيلي يشن حربًا خطيرة من أضاليل وأكاذيب، تهدف إلى خلق بلبلة في الشارع الفلسطيني وبين صفوف الأسرى المضربين عن الطعام؛ داعية وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية إلى التحلي بالوعي الوطني المستند إلى الثقة العالية بالأسرى وقياداتهم، وعدم التعاطي أو تداول أية معلومات يبثها إعلام الاحتلال.

ويأتي هذا الفيديو كمحاولة من وزارة الأمن الداخلي والوزير إردان لكسر إرادة الأسرى ودق الأسافين بينهم، والتحريض على قائد الإضراب من أجل المس بمصداقيته والتأثير على رد فعل الشارع الفلسطيني والدولي، وردعه عن مساندة إضراب الكرامة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحرض فيها إردان على الأسرى ومن يساندهم، وليست المحاولة الأولى لكسر الإضراب، إذ حاولت قوات القمع منذ اليوم الأول كسره عن طريق التنكيل بالأسرى ومنعهم من الخروج للفورة ومصادرة الملح من الكثير من الزنازين.

اقرأ/ي أيضًا | دولة: إضراب الكرامة بمرحلة عصيبة ووقت حساس

كذلك تحاول إسرائيل التغطية على الوضع الصحي للأسرى الآخذ بالتردي، بسبب رفضها نقل الأسرى للمستشفيات وعزلهم في زنازين تفتقد لأدنى مقومات الإنسانية.