ألغت الجامعة العبرية في القدس ندوة حول مرور 50 عاما على الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية والحركة الأسيرة الفلسطينية، وذلك بعد مطالبة خلية طلابية تابعة لحزب 'البيت اليهودي' اليميني الاستيطاني المتطرف.

وكان من المقرر أن تعقد الندوة في الأيام المقبلة في 'معهد ترومان' من أجل دفع السلام، وبمشاركة باحثين إسرائيليين من الجامعة نفسها وعدد من المتحدثين الفلسطينيين. لكن خلية 'إسرائيليين' الطلابية في الجامعة العبرية المقربة من 'البيت اليهودي' توجهت إلى رئيس الجامعة، الشهر الماضي، وطالبته بإلغاء الندوة بزعم 'منع المس بالجمهور الإسرائيلي والتضامن القومي وذكرى شهداء الجيش الإسرائيلي والعمليات العدائية'.

ونشرت الخلية الطلابية رسالتها إلى رئيس الجامعة في صفحتها في موقع 'فيسبوك'، وقالت إنها 'تنظر إلى عقد الندوة بخطورة بالغة' وأنها 'تمس بوجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية'.

ونقلت صحيفة 'هآرتس' اليوم، الأحد، عن المتحدثة باسم الجامعة العبرية، عوفرا إش، ادعائها أن سبب إلغاء الندوة هو 'صعوبات لوجيستية في تنظيم الحدث' وليس ضغوطا مارسها اليمين الإسرائيلي. وادعت أيضا أنه بالتعاون مع الباحثة التي نظمت الندوة 'تقرر عدم عقدها لأنه لم يكن بالإمكان الاستعداد أكاديميا ولوجستيا من أجل ضمان المستوى الأكاديمي العالي للندوة ونجاحها'.

يشار إلى أن الندوة تحت عنوان '50 عاما على الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية: الحركة الأسيرة إلى أين'، كان قد جرى تحديد موعدها قبل بدء إضراب الأسرى عن الطعام، الذي يدخل اليوم يومه الثامن والعشرين على التوالي. ونظمت الندوة الدكتورة مايا روزنفيلد، وهي باحثة زميلة في 'معهد ترومان' وباحثة للمجتمع الفلسطيني والحركة الأسيرة وتأثيرها على الأجندة السياسية في الأراضي الفلسطينية منذ سنين.

ودعي إلى الندوة أسرى قياديين سابقين وشخصيات عامة وأكاديميين، بينهم وزير شؤون الأسرى السابق، أشرف العجرمي، ومحاضرون من جامعة القدس.

ووفقا للصحيفة، فإن إدارة الجامعة العبرية حاولت في الأشهر الأخيرة التأثير على تشكيلة المتحدثين في الندوة ودفع متحدثين ليسوا فلسطينيين، وفي نهاية الأمر أبلغ مركز ترومان الباحثة أن الندوة لن تعقد وأنه سيجري البحث في تحديد موعد جديد، لم يتم تحديده بعد.

لكن الصحيفة نقلت عن البروفيسور ألون هرئيل، من كلية الحقوق في الجامعة العبرية، قوله إنه 'قبل أيام معدودة دافعت الجامعة وبحق عن عقد ندوة مثيرة للجدل بادرت إليها حركة حباد (اليمينية المتطرفة) وكان سيتحدث فيها الحاخام غينزبورغ، مؤلف كتاب ’عقيدة الملك’ (الذي يسمح بقتل المدنيين الفلسطينيين وبينهم الأطفال) والذي صدر لتخليد ذكرى القاتل باروخ غولدشتاين' وهو السفاح الذي ارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي.

اقرأ/ي أيضًا | نحو 1700 أسير فلسطيني يخوضون إضراب الكرامة

وأضاف البروفيسور هرئيل أن 'الجامعة (العبرية) تعلن صباح مساء أنها تدافع عن حرية التعبير في الجامعة. وأنا أواجه صعوبة في فهم كيف يتلاءم التزام الجامعة أو معهد ترومان بحرية التعبير مع القرار بإلغاء الندوة' حول الحركة الأسيرة.