درست إسرائيل عشية حرب حزيران/ يونيو العام 1967 إلقاء قنبلة ذرية في سيناء، حسبما نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' اليوم، الأحد، عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، توفي في العام 2013. 

ونقلت الصحيفة الأميركية عن العميد في الاحتياط يتسحاق يعقوب، وهو أحد مخططي عملية عسكرية أطلق عليه اسم 'يوم الحساب'، قوله إن إسرائيل درست إلقاء القنبلة الذرية في سيناء من أجل ردع مصر ودول عربية أخرى عشية الحرب.

وكان من المقرر أن تخرج خطة إلقاء القنبلة الذرية إلى حيز التنفيذ في حال شعرت إسرائيل أنها على وشك خسارة الحرب، من أجل ردع مصر وسورية والعراق والأردن، ويجعلها تسحب قواتها.  

وأجرى المقابلة مع العميد يعقوب الخبير في التاريخ النووي الإسرائيلي، أفنير كوهين، الذي قال إن 'هذا السر الأخير لحرب 1967'.

ويتوقع أن ينشر مركز "وودرو ويلسون" غدا مجموعة من الوثائق المتعلقة بالبرنامج النووي الإسرائيلي. ويشمل مشروع هذا المركز، واسمه "التاريخ الدولي للانتشار النووي"، أرشيفا رقميا (ديجيتال) عبارة عن مجموعة الوثائق التي جمعها الباحث أفنير كوهين، مؤلف كتاب "إسرائيل والقنبلة" الذي صدر في العام 1998.

واعتقلت السلطات الإسرائيلية يعقوب واتهمته بالمس بأمن الدولة بعدما تحدث حول البرنامج النووي الإسرائيلي، وجرت إدانته بتسليم معلومات سرية من دون أن تكون لديه صلاحية لذلك وحكم عليه بالسجن لسنتين مع وقف التنفيذ.

وكان يعقوب يرأس وحدة الأبحاث والتطوير في الجيش الإسرائيلي في نهاية سنوات الستين وبداية سنوات السبعين، وتحدث مع كوهين حول الخطة السرية 'يوم الحساب' في العامين 1999 – 2000.

وقال يعقوب في حينه إن 'هذا كان أمرا طبيعيا جدا. لديك عدو، يقول إن سوف يلقي بك في البحر. وأنت تصدقه'. وفي رده على سؤال حول ما إذا بالإمكان منع العدو من فعل ذلك، قال إنه 'إذ كان هناك شيئا يخيفه، فإنك ستخيفه'.

وقالت السفارة الإسرائيلية في واشنطن إنها ترفض التعقيب على التقرير.

والمنطقة التي أرادت إسرائيل إلقاء القنبلة الذرية عليها هي جبل يبعد 19 كيلومترا عن قاعدة عسكرية مصرية في أم قطف، التي تعتبر مفترق إستراتيجي في المنطقة.

وكانت الخطة الإسرائيلية تقضي بإرسال قوة مظليين صغيرة من أجل صرف أنظار الجيش المصري، وتمكين وحدة إسرائيل خاصة من الإعداد لتفجير الموقع. وكان يتعين على طائرتين مروحيتين كبيرتين المشاركة في العملية العسكرية والمساعدة في نقل منشأة وإقامة موقع قيادة. ولو صدر القرار بالقصف لشوهد وميض وسحابة الدخان على شكل فِطر في أنحاء سيناء والنقب وربما في القاهرة أيضا.

وقال يعقوب إن الاسم السري للخطة كان 'شمشون'، على اسم الشخصية التوراتية الأسطورية شمشوم الجبار.

وأضاف يعقوب أنه لو خرجت هذه الخطة إلى حيز التنفيذ في سيناء لقتله الانفجار هو وفرقة الكوماندو التي قادها.

وألمح الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس، إلى هذه الخطة في مذكراته، عندما تطرق إلى اقتراح من دون تسميته 'وكان سيردع العرب ويمنع الحرب'.  

اقرأ/ي أيضًا | سعد الدين الشاذلي: بارقة الضوء الوحيدة في هزيمة حزيران

ولو نفذت إسرائيل هذه الخطة لكانت أول استخدام عسكري للقنبلة الذرية بعد القصف النووي الأميركي في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.