تجند المدعي الإسرائيلي العام، شاي نيتسان، اليوم الأربعاء، للدفاع عن الشرطة في قضية استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان من قرية أم الحيران في النقب برصاص الشرطة، مطلع العام الماضي، وذلك من خلال الادعاء بعدم القدرة على الجزم، إضافة إلى التشكيك بحقائق ثبتت صحتها، وتبين أيضا أن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد توصلا إليها.

وادعى نيتسان، أمام لجنة الداخلية في الكنيست أن أفراد الشرطة الذين أطلقوا النار اشتبهوا بأن الحديث عن "عملية"، وأنه "لا يوجد جواب على أن تسارع المركبة كان قبل أم بعد إصابته بالرصاص".

يذكر في هذا السياق أن تحقيقات "قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة" قد أشارت إلى أنه أثناء إطلاق النار كان الشهيد أبو القيعان يقود مركبته بسرعة لا تتجاوز 10 كيلومترات في الساعة. وبحسب التحقيقات ذاتها، فإن سرعة المركب قد ازدادت بعد أن أطلق أفراد الشرطة النار باتجاهها عدة مرات، كما أصيبت إطارات المركبة بالرصاص، وبالنتيجة فقد دهس أحد أفراد الشرطة، وأصيب أبو القيعان، وظل ينزف في المركبة حتى استشهد.

وجعل نيتسان حقيقة أن الحديث ليس عن عملية دهس موضع شك، وقال إنه "لا يمكن الجزم بأن الحديث عن عملية، كما لا يمكن الجزم بأن إطلاق النار قد تم بسوء نية".

كما ادعى أنه توجه إلى الشاباك لكي يحدد ما إذا كان الحديث عن عملية أم لا، وأن الجهاز أجاب بأنه لا يستطيع الجزم بذلك.

اقرأ/ي أيضًا | الشاباك: الدهس بأم الحيران بسبب إخفاق الشرطة وليس "عملية إرهابية"

وقال أيضا "لا يمكن الجزم باحتمالية عالية ما إذا كان الحديث عن عملية، حيث أن هناك مؤشرات في الاتجاهين"، على حد تعبيره.

يذكر في هذا السياق أيضا، أن صحيفة "هآرتس" كانت قد كشفت قبل، ثلاثة أسابيع، أن مركّز الشاباك الذي حقق في حادث الدهس نفى إمكانية أن يكون الحديث عن "عملية إرهابية"، وأكد أن الحادث قد وقع نتيجة "إخفاق عملاني لأفراد الشرطة"، كما أن قسم التحقيقات مع الشرطة توصل إلى نتيجة أن الحديث ليس عن عملية.

كما أشار تقرير نشرته الصحيفة إلى أن طبيبة شرطية تواجدت في المكان لم تقدم أي علاج طبي لأبو القيعان طيلة ساعات. وفي هذا الإطار ادعى نيتسان أنه يعتقد أنه لا يوجد أدلة تستدعي التحقيق مع الطبيبة تحت التحذير.

وقال نيتسان إن الطبيبة ادعت أنها لم تر أبو القيعان، وأن أفراد الشرطة اعتقدوا أنه ميت ولذلك لم يطلبوا منها تقديم العلاج له.

وبحسب النتائج التي توصل إليها قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة فإن أبو القيعان الذي أصيب بالرصاص ظل ينزف حتى استشهد. وأفادت شهادة مركزية أن الطبيبة شاهدت أبو القيعان ممددا خارج المركبة، ولكنها عالجت أفراد شرطة آخرين، ولم تصدر تعليمات بتقديم العلاج له.

وقرر نيتسان إغلاق ملف التحقيق دون الجزم بأن "أبو القيعان دهس الشرطي بشكل متعمد"، وذلك بعد أن تحدث معه المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، عن التحقيق، وضغط عليه لكي يتجنب الجزم بأن الحديث ليس عن عملية.

اقرأ/ي أيضًا | دم العربي مستباح: ألشيخ دفع لإغلاق ملف قتل أبو القيعان