يشهد حزب العمل الإسرائيلي حراكا في موازاة انتشار رائحة انتخابات عامة، قد يتم تقديمها إلى الأشهر الأولى من العام المقبل بدلا من موعدها الرسمي في نهايته. وفي صلب هذا الحراك تململ من أداء رئيسه، آفي غباي، الذي انتسب للحزب، العام الماضي، وفاز برئاسته. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني اليوم، الخميس، إنه توجد حاليا اتصالات مكثفة من وراء الكواليس بين أعضاء كنيست وناشطين من الحزب للانشقاق عن كتلة "المعسكر الصهيوني" وتشكيل حزب جديد يخوض الانتخابات المقبلة برئاسة شخصية يمكن أن تحظى بتأييد واسع في الشارع الإسرائيلي، مثل رئيس الحكومة الأسبق، ايهود باراك.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر سياسي في حزب العمل قوله إنه "لا يمكن منع انشقاق في مرحلة كهذه أو أخرى". إذ أعلن غباي أكثر من مرى مؤخرا عن أنه يعتزم تعميم قائمة على المنتسبين لحزب العمل، تحتوي على أسماء مرشحي الحزب للكنيست في الانتخابات الداخلية. وأثار هذا الإعلان غضبا في أوساط قدامى الحزب ورفع مستوى التوتر في صفوفه، وخاصة بين أعضاء الكنيست من الحزب، الذين يرون وضع حزبهم المتدهور في استطلاعات الرأي، التي تظهر تراجع قواته الحالية، 24 مقعدا، بأكثر من النصف. ويعتبر هؤلاء أنه إذا لم يتغير وضع الحزب بشكل دراماتيكي فإنهم سيبقون خارج الكنيست.

إضافة إلى ذلك، احتفظ غباي لنفسه عددا من الأماكن في قائمة الحزب لانتخابات الكنيست لكي يشغلها مرشحون غير منتخبين من قبل أعضاء الحزب، في الوقت الذي فيه ليس واضحا ما إذا كانت هذه الأماكن ستخصص لمرشحي حزي "هتنوعا"، برئاسة تسيبي ليفني، شريكة العمل في كتلة "المعسكر الصهيوني".

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن أعضاء كنيست من العمل قولهم إن جهات سياسية من خارج حزب العمل أجرت محادثات معهم، في الأيام الأخيرة، وبحثوا إمكانية انشقاق ثلث كتلة "المعسكر الصهيوني" في الكنيست، أي ثمانية أعضاء كنيست، خلال ولاية الكنيست الحالية ويؤسسوا كتلة منفصلة، ودعوة مرشح قديم، مثل باراك، في المرحلة الثانية، كي يتولى رئاسة القائمة الانتخابية الجديدة.

ويجري الحديث في أوساط في حزب العمل عن وجود قائمة من تسعة أعضاء كنيست يمكن أن ينشقوا في إطار كتلة برلمانية جديدة. وينفي قسم من هؤلاء وجود خطوة كهذه، بينما يؤكدها قسم آخر لكنهم قالوا إن خطوة كهذه لم تنضج بعد، وأشاروا إلى وجود إشكالية في تجنيد ثمانية أعضاء كنيست.

زد إلى ذلك أن باراك نفسه لم يؤكد ولم ينفِ إمكانية عودته إلى الحياة السياسية. رغم ذلك، صرح باراك، الشهر الماضي، إنه لا يفضل العودة إلى الحياة السياسية، "لكنني سأساعد أي أحد يريد أو قادر أو ملائم (لرئاسة حزب جديد). وسأفعل أي شيء من أجل توحيد قوى يُحدث انعطافا، وليس مهما بالنسبة لي إذا كنت في المكان 20 أو 120 أو خارج القائمة. فهذا ليس شخصيا".

واعتبر باراك أنه توجد إمكانية لإنهاء حكم اليميني المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، "في حال أدركنا الضرورة والإلحاح لذلك، إلى جانب إدراك الحاجة للتكاتف، فإن ثمة إمكانية تاريخية، عملية جدا، لإيصال قيادة أخرى".