في محاولته تبرير استهداف الشهيد إبراهيم أبو ثريا (29 عاما) في تظاهرات الاحتجاج على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، عرج الصحافي الإسرائيلي واليميني المتطرف، بن درور يميني، على موقف الأمم المتحدة التي أدانت الجريمة، وعلى ما نشر في وسائل إعلام بارزة، مثل الغارديان وتيليغراف، في محاولته شرعنة استهداف أبو ثريا الذي لم يشكل أي خطر على أحد.

وكان قد أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان، الثلاثاء الماضي، عن صدمته لمقتل فلسطيني على كرسي متحرك برصاص الجيش الاسرائيلي في غزة، وطالب بفتح تحقيق "محايد ومستقل".

وكان قد استشهد إبراهيم أبو ثريا (29 عاما) بينما كان يشارك، الجمعة، في تظاهرات الاحتجاج، علما أنه فقد ساقيه خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008 و2009.

وأعرب المفوض السامي، زيد رعد الحسين، في بيان عن "صدمة حقيقية"، موضحا أن المعلومات التي جمعها موظفو الأمم المتحدة في غزة تفيد أن "القوة المستخدمة ضد إبراهيم أبو ثريا كانت مفرطة".

وأضاف "بالاستناد إلى ما نعرفه، لا شيء يمكن أن يوحي أن أبو ثريا كان يشكل تهديدا وشيكا عندما قتل. ونظرا إلى إعاقته البالغة التي كانت واضحة أمام أعين الذين أطلقوا النار عليه، فان موته غير مفهوم. تصرف صادم فعلا ومجاني".

وأشار بن درور يميني إلى ما نشرته "غارديان" البريطانية تحت عنوان "سلوك قاس وصادم: إسرائيل متهمة بقتل معاق". وأشار أيضا إلى ما كتبته "تيليغراف" عن "المعاق الفلسطيني على كرسي متحرك والذي تحول إلى رمز الغضب على إعلان ترامب بشأن القدس".

ولفت في هذا السياق إلى نتيجة "تحقيق جيش الاحتلال مع نفسه" بشأن أبو ثريا، حيث أن تحقيق الجيش الإسرائيلي توصل إلى نتيجة تزعم أنه "تم استخدام وسائل مختلفة لتفريق المظاهرات، كما أطلقت رصاصات معدودة بشكل دقيق باتجاه محريضين مركزيين وبمصادقة ضابط ميداني كبير. لم تطلق النار باتجاه أبو ثريا".

وادعى يميني أن ناشطا إسرائيليا عمل على جمع معلومات عن الشهيد أبو ثريا، مفادها أنه ودع أبناء عائلته قبل خروجه إلى المواجهات، وأنه أبلغ عائلته بأنه "سيسقط شهيدا".

وادعى أيضا أن أبو ثريا كان ناشطا في السابق في صفوف "القوة 17"، التابعة لحركة فتح، وأنه أصيب في ساقه في العام 2005، وزعم أيضا أنه "نقلا عن موقع فلسطيني فإن أبو ثريا قد أصيب في نيسان/أبريل من العام 2008، أي قبل الرصاص المصبوب على قطاع غزة".

وخلص يميني إلى أن "ظروف استشهاد أبو ثريا، قبل أسبوع، لا تزال غير واضحة. ومن غير المفترض أن يكن هناك علاقة بين ماضيه وبين استهدافه خلال المظاهرة. ولكن في كل الحالات، وخلافا لما نشر في الصحف، فإن الحديث ليس عن متظاهر ساذج"، وإنما عن ناشط في صفوف حركة فتح سابقا، وحركة حماس لاحقا، والذي شارك في المظاهرة كي يموت شهيدا، على حد قوله.

وبغض النظر عن مدى دقة المعلومات التي يسوقها بن يميني، فإن الحديث عن شاب فقد ساقيه ويتحرك على كرسي عجلات وتم استهدافه رغم أنه لم يشكل خطرا على أحد.