ضج موقعان إسرائيليّان، هما موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) و"كان" الرسميّ، صباح اليوم، الخميس، بخبرين شبه متطابقين عن تكديس قادة من حركة "فتح" السلاح وتجنيدهم "عصابات مسلحة" استعدادًا لـ"معركة" وراثة أو خلافة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

واتخذ الخبران طابعًا متيقنًا من أن معركة خلافة عباس "لن تكون معارك مجازيّة"، وفقًا لخبر "واينت"، الذي أضاف: في الآونة الأخيرة بدأت قيادات من حركة فتح تجنيد جماعاتٍ مسلّحة في الضفة الغربية، والحديث هو عن قيادات ترى نفسها مرشحة محتملة لخلافة عباس، في واحد من المناصب الثلاثة التي يشغلها: رئيس السلطة الفلسطينيّة ورئيس منظّمة التحرير ورئيس حركة فتح.

وقال التقرير إن القيادات المقصودة هي: رئيس اتحاد الكرة الفلسطينية والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي، اللواء جبريل الرّجوب، ورئيس جهاز المخابرات العامّة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، ونائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، ورئيس الاستخبارات الفلسطينية في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية، توفيق الطيراوي.

وخاض الموقعان في تحديد الأماكن المحتملة لتخزين السلاح، ومراكز تأثير كل واحد من القيادات داخل الضفّة الغربيّة.

ولم ينسب الموقعان خبريهما إلى أي مصدر، ولم يحدّدا إن كان إسرائيليًا أو فلسطينيًا، أو إن كان مدنيًا أو عسكريًا، خصوصًا وأن معلومات أمنية حساسة كهذه، تحتاج إلى مصادر استخباراتيّة، لكن محلل الشؤون السياسية في القناة العاشرة، باراك رافيد، ذكر في حسابه على موقع "تويتر" معلقا على تقرير "كان"، بأن الأمر يبدو وكأنه إحاطة إعلامية من قبل مسؤولين أمنيين إسرائيليين، وهو ما لم يعارضه معد التقرير ومحلل الشؤون الفلسطينية في "كان"، غال بيرغر، في تعقيبه على تعقيب رافيد.

أما بخصوص سيناريوهات خلافة عباس، فراوحت بين سيناريوهين اثنين وفقًا لـ"واينت": الاتفاق على تقاسم للقوّة بين القيادات الفتحاويّة وبذلك يمنع تركيز قدر كبير من القوة بيد شخص واحد، في حين أن السيناريو الثاني هو أن يؤدي التصارع بين قيادات فتح إلى صدامات عنيفة وفوضى في الشوارع "كالتي شهدتها الضفة أثناء الانتفاضة الثانية".

ويأخذ التقرير طابعًا تحذيريًا مع التأكيد أن المستفيد الوحيد من هذه الاشتباكات هو حركة حماس، "الذي سيرفع رأسه في الضفة، ويستجمع قواه بينما قادة فتح يتصارعون".