قلل السفير السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، من إمكانية التوقيع على اتفاق "تهدئة" بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، واعتبر أن توقيع اتفاق من هذا القبيل يستثني ويتجاوز السلطة الفلسطينية "بمثابة جائزة" لحركة حماس.

واستبعد فريدمان إمكانية التوصل إلى اتفاق "تهدئة" طويل الأمد بين إسرائيل والفصائل في قطاع غزة، معتبرا أنه في أحسن الأحوال يمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار، وهو ما تسعى إليه إسرائيل غير المعنية بخوض مواجهة عسكرية شاملة مع غزة. وقال إنه بدون مصالحة فلسطينية داخلية لا يمكن التوصل إلى أي أتفاق "تهدئة" أو تسوية مع إسرائيل، علما أن إسرائيل لا تريد مصالحة كهذه وترى أن مصلحتها تكمن في تعميق الانقسام.

ووردت تصريحات السفير الأميركي بشأن "التهدئة" والمصالحة الفلسطينية، خلال محادثات مغلقة أجراها، أول من أمس الثلاثاء، مع مجموعة من اليهود الأميركيين، بحسب موقع "واللا" الإلكتروني، الذي نقل عن فريدمان قوله إن "الوضع مع قطاع غزة هو مرض بلا علاج، وعليه فإن إمكانية التواصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحماس منخفضة، طالما لا توجد مصالحة فلسطينية داخلية".

ورجح أن الطريق الوحيد لإحداث التغيير في غزة، هو التوغل البري للجيش الإسرائيلي والمواجهة العسكرية، لكنه قال: "نتائج مثل هذا التوغل ستكون خطيرة، ولذا فأن احتمال وقف إطلاق النار هو الحل الناجع لإسرائيل بهذه المرحلة".

وأضاف فريدمان خلال الجلسة، أن كلا من أميركا وإسرائيل معنيتان بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، وأن السلطة أفضل بكثير من حركة حماس.

وحسب صحيفة "معاريف"، فإن فريدمان قال خلال الجلسة المغلقة، إن إسرائيل لا تملك بهذه المرحلة سوى إدارة هذا المرض والتعايش معه، وليس القضاء عليه والتوصل إلى حل طويل المدى في ظل الظروف الحالية".

وفي ذات السياق، أفادت صحيفة هآرتس أن فريدمان، قال لأعضاء الكونغرس اليهودي باتصال هاتفي: "لن يكون هناك سلام بدون وحدة فلسطينية تشمل غزة، وإذا لم نتمكن من توقيع صفقة كبيرة علينا العمل على صفقة صغيرة".

وحسب الصحيفة، فإن فريدمان صرح بأنه لا يمكن التوصل لتسوية حقيقية مع الفلسطينيين بدون قطاع غزة، لافتا إلى أنه من المثالي وجود حكومة موحدة، وتوقيع اتفاق بوجود السلطة الفلسطينية.

كما وجه فريدمان خلال الجلسة المغلقة انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلا إن "الغضب والحراك الشعبي في غزة جاء كنتيجة مباشرة لقرارات أبو مازن الأخيرة المتعلقة بقطاع غزة بما في ذلك تقليص الميزانيات والرواتب".

وفي سياق متصل، وبما يخص "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، استبعد فريدمان إمكانية نشر تفاصيل الصفقة بالفترة القريبة والشروع بتطبيقها، قائلا: "صفقة التسوية لن تنشر قريبا ولا يوجد جدول زمني لها".

وعزا فريدمان تأجيل الكشف عن تفاصيل وبنود الصفة إلى انشغال المجتمع الدولي والدول العربية بقضايا إقليمية وعدم الضغط من قبل هذه الأطراف لحل القضية الفلسطينية.

ونفى فريدمان حسب ما أوردته شركة الأخبار الإسرائيلية (القناة الثانية سابقا)، أن تكون إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد طلبت ثمنا من إسرائيل مقابل قيامها بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة.

اقرأ/ي أيضًا | السنوار: تخفيف الحصار خلال شهرين والمصالحة إلى طريق مسدود