تنشر صحيفة يديعوت احرونوت،في ملحق عددها يوم غد الجمعة، تقريرا حول جانب آخر من الاخلاقيات المتدهورة لجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي وما يرتكبونه من موبقات واعمال تنكيل بحق جثث الشهداء الفلسطينيين. ويتناول التقرير ظاهرة تقول انها سائدة في صفوف الجيش الاسرائيلي وهي ان جنودا يلتقطون "صورا تذكارية" قرب جثث الفلسطينيين بعد قتلهم او بعد قيامهم بعمليات انتحارية.

وقال موقع الصحيفة الالكتروني، الذي نشر مقاطع من التقرير، ان "جثث "الارهابيين" اصبحت جزءا الزاميا من البوم صور الجنود في الوحدات القتالية. من الصعب تصديق ذلك، لكن هذه هي الصورة في جيش الدفاع الاسرائيلي".

واكد التقرير على ان ليس جميع الفلسطينيين الذين يقتلونهم الجنود الاسرائيليين من المقاومين الفلسطينيين.

فقد "خلّد جنود وحدة ناحل للجنود اليهود المتدينين (الحريديم) تنكيلهم بجثة ارهابي. وهكذا اصبح حافي، وهو فلسطيني بريء (أي ليس من رجال المقاومة الفلسطينية)، بعد ان اطلق الجنود النار عليه وفق الاوامر العسكرية، اصبح تعويذة في فرقة مدرعات في غزة".

وروى الضابط الاسرائيلي "ي"، وهو قائد فرقة عسكرية تابعة لوحدة "ناحل حريدي" انه بعد ان فجر فلسطيني نفسه عند حاجز "حمرة"، في غور الاردن، حدثه جنوده عن قيامهم بالتنكيل بجثة الفلسطيني. واشارت الصحيفة الى انه لم يصب أي شخص باذى في هذه العملية سوى الانتحاري الفلسطيني.

واضاف التقرير انه "لم يكن في مكان الانفجار سوى جثة "الارهابي". ليس جثة تماما، بل اشلاء. وروى اصدقاء "ي" والسعادة تغمرهم كيف لعبوا بالجثة مثل الليغو. وعندها تم اخراج الكاميرات" لالتقاط الصور.

وقالت الصحيفة ان ضابطا اخر، "ج" برتبة عسكرية منخفضة، "طلب تصويره الى جانب الرأس المقطوع. وكان الاصدقاء يضحكون. وتم وضع الرأس على عامود مثل الفزاعة ثم وضع احدهم سيجارة في فمه".

وقال "ي" ان "هذا المنظر اعجب جميع الجنود. لقد كان هذا المشهد هداما. اذكر انني حاولت ان اقول لهم: هل جننتم؟ انكم تثيرون الاشمئزاز. لكنهم لم يفهموا عما اتكلم".

وتابعت الصحيفة انه "تم توثيق عملية التنكيل بكاميرا خاصة باحد الضباط، وبعدها تم عرض الصور للبيع بسعر رمزي. شيكلان للصورة الواحدة، وقد تم بيع العديد منها".

وقال "ي" ان "الجميع تحمسوا كثيرا. واذكر انني قلت لهم: الا يثير هذا اشمئزازكم؟ ماذا. هل انتم حيوانات؟".

وأكد تقرير ي"ديعوت احرونوت" على ان اعمال التنكيل بجثث الفلسطينيين اصبحت ظاهرة منتشرة في كافة وحدات الجيش الاسرائيلي "وفي كل مكان، تقريبا، يصطدم فيه الجنود مع مسلحين فلسطينيين".

وتابع التقرير ليروي عن عملية تنكيل اخرى وقعت في منتصف العام 2003، في قطاع غزة. "عندما لاحظ طاقم دبابة ان فلسطينيا يقترب. تم اطلاق النار من رشاش 0.5، بحسب الاوامر العسكرية. وبعد ان اقترب الجنود الى الموقع اكتشفوا وجود جثة، من دون سلاح، ومن دون حزام ناسف.

"انه شخص عادي لا يعرف الى اين يذهب. وربط الجنود الجثة بسيارة عسكرية التي توجهت الى موقع عسكري. وهناك تم سحب الكاميرات، لتخلّد الصور التعويذة الجديدة للفرقة العسكرية.

"ومنذ الان يطلق الجنود على الفلسطيني اسم حافي (المشتق من كلتين بالعبرية تعني البريء)".

وقال الجندي "ش" الذي خدم في الفرقة العسكرية نفسها، "لقد اصبح هذا العمل شعارنا. فاذا قتل احد الجنود، بعد هذه القصة، مسلحا حقيقيا، عندها يقولون له: آه، انه ليس مثل حافي. لقد اصبح الامر مثل نكتة، لعبة في روضة اطفال، لكن مع اناس حقيقيين".

وقصة اخرى يرويها "ج" الذي يخدم في وحدة قتالية مختارة: "بعد عملية عسكرية في احدى القرى في المناطق (الفلسطينية)، عدنا مع جثتي مسلحين الى القاعدة العسكرية. وتم قذف الجثتين قرب المراحيض. احد الجنود وضع عليهما غطاء. لكن الجنود كانوا يحضرون طوال الوقت ليزيلوا الغطاء ويعبثون. واذكر ان كلما مر بعض الوقت كان جنود يشدون الجثث من الشعر ويلهون بها".

جندى اخر، اشارت اليه الصحيفة بالحرف "د"، قال ان فرقته شاركت في عملية عسكرية قرب نابلس في الضفة الغربية. واضاف ان "القوة التي انتميت الها اعتقلت مطلوبين وقامت قوة اخرى باعمال حراسة".

وتابع "د" انه "على ما يبدو فان سيارة لافراد شرطة فلسطينيين حضروا الى المكان، فرشوهم (الجنود الاسرائيليون) طبقا للاوامر العسكرية.

"لكن عندها بدأ المقطع مع جثثهم. وقد استمعنا من خلال جهاز الاتصال اللاسلكي بان الجثث في حالة سيئة للغاية.

"كانت اجزاء من الدماغ والامعاء متناثرة، كل ما يمكن تخيله وما لا يمكن تخيله. قالوا انه يتوجب استدعاء عدد من المتطوعين. عندها دبّ الحماس بالجنود للتطوع. اما انا فقد انتابني اشمئزاز كبير. اما بقية الجنود، ليس انهم لم يتطوعوا فحسب وانما اقاموا احتفالا والتقطوا الصور.

"بعد ذلك تم تناقل الصور بين الجنود عندنا في الوحدة العسكرية. لقد كانت ببساطة جزءا من الالبوم. فاذا كنا نلتقط الصور في نهاية الخدمة، وفي نهاية التدريبات فاذا نلتقط الصور مع جثث ايضا".

ونشرت يديعوت احرونوت تعقيب الناطق العسكري الاسرائيلي حول التقرير وجاء فيه ان "ما جاء في التقرير يبدو خطيرا وان الجيش الاسرائيلي يستنكر ويندد بهذه الاعمال بشدة. لقد رفع الجيش الاسرائيلي راية النصر مع البقاء انسانيين. فالاخلاق وطهارة السلاح وروح الجيش الاسرائيلي هي شرعيتنا امام انفسنا وامام المجتمع الاسرائيلي كله، لمواصلة العمل في واقع معقد. ويتحمل الضباط بكافة المستويات مسؤولية القيام بمهام تأديبية تحتم عرض المعضلات ومناقشتها، وخلق اجواء من الانفتاح وزيادة حدة الوعي لواجب التبليغ".