دلت وثائق سمح الجيش الإسرائيلي بنشرها اليوم، الخميس، بمناسبة مرور 33 عاما على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، الذي بدأ في 5 حزيران العام 1982، أن الجيش الإسرائيلي خطط احتلال بيروت، وليس اجتياح مسافة أربعين كيلومترا، كما ادعت حكومة إسرائيل وجيشها في حينه وحتى اليوم.

وكان حكومة إسرائيل ورئيسها، مناحيم بيغن، قد أعلنوا في حينه إن الهدف هو إبعاد قوات منظمة التحرير الفلسطينية مسافة أربعين كيلومترا عن الحدود كي لا تكون البلدات في شمال إسرائيل في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية.

واحتل الجيش الإسرائيلي بيروت في حينه واضطر إلى الانسحاب منها في أيلول العام 1982 بعد الضجة العالمية التي أعقبت مجزرة صبرا وشاتيلا.

وجاء في وثيقة تمت كتابتها في نيسان ذاك العام، أي قبل شهرين من شن الحرب على لبنان، أن الخطة هي احتلال بيروت ودحر الجيش السوري من البقاع اللبناني.

وقالت الوثيقة إن "على الجيش الإسرائيلي القضاء على المخربين والبنية التحتية حتى الأولي وحاصبيا وكوكبة والجبل الوسطاني، في غضون 24 ساعة. والانضمام إلى المسيحيين (قوات الكتائب اللبنانية) في منطقة بيروت بعد ذلك ب24 ساعة، وعليه أن يحتل بيروت في غضون 96 ساعة منذ بدء العملية العسكرية (الاجتياح). وعليه أن يكون جاهزا للقضاء على الجيش السوري في البقاع".  

وفي محاولة لتوضيح الأجواء في إسرائيل، قال المؤرخ العسكري، يهودا فاغمان، إنه كان لهذه الحرب "هدفين، أحدهما خفي والآخر معلن. وفي وضع يكون أريئيل شارون وزير الأمن، ورئيس أركان الجيش رفائيل إيتان، ورئيس الحكومة هو مناحيم بيغن، هو وضع يفعل فيه شارون ما يشاء. وهذا ليس مشابها للوضع في (حرب) العام 1967 عندما أصر (رئيس الحكومة ليفي) أشكول على رأيه مقابل هيئة الأركان العامة".