كُشف النقاب اليوم، الأربعاء، عن وثيقة وضعتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، وحددت فيها غايات السياسة الخارجية للعام 2019. وركزت هذه الوثقة بالأساس على إيران ومواجهتها في الحلبة الدولية وخاصة بكل ما يتعلق بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. كما تناولت الوثيقة العلاقة مع الفلسطينيين، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن من خلال دول عربية "براغماتية".

وبحسب الوثيقة، التي نشرتها صحيفة "هآرتس"، فإن على إسرائيل "إنشاء منظومة ضغوط تضمن التوصل إلى اتفاق (نووي) معدل يوفر ردا على العيوب في الاتفاق القديم". وكانت وثيقة الغايات للعام 2018 قد حددت الهدف في هذا السياق بـ"ترسيخ خطوط حمراء" و"لجم إيران من التقدم في برنامجها النووي، قبل أي شيء آخر". وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يتولى منصب وزير الخارجية أيضا، صرح في عدة مناسبات أنه من أجل "تصحيح" الاتفاق النووي "يجب قلبه".

وتقدم الموضوع الإيراني على كافة القضايا الأخرى في سلم أولويات وزارة الخارجية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إنه بروح سياسة نتنياهو جاء الفصل عن إيران في الوثيقة تحت عنوان "لجم إيران – نووي، إرهاب، صواريخ وتآمر".

وشددت الوثيقة على وجوب إجراء نقاش مع المجتمع الدولي والتشديد على "إخراج إيران وأتباعها بالكامل من سورية في أية تسوية مستقبلية وبكل ما يتعلق بإعمار سورية". وأضيف إلى الوثيقة، هذا العام، بندا جديدا يقضي "بتنويع الجهات التي بالإمكان الاعتماد على مساندتها بما في ذلك ترسيخ وتعميق العلاقات مع روسيا".

وقالت الوثيقة إن الهدف المركزي للعمل مقابل الولايات المتحدة، العام المقبل، هو "الاستعداد لاستكمال جهود الإدارة الأميركية من أجل استئناف العملية السياسية (مع الفلسطينيين) من خلال إشراك دول براغماتية في الشرق الأوسط وشركاء في المجتمع الدولي".

وأضافت الوثيقة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستسعى العام المقبل إلى "الاستفادة من الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة إسرائيل مقابل دول أخرى" كي تحذو حذو الولايات المتحدة وتنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس.

ورغم تراجع العلاقات بين حكومة نتنياهو والحزب الديمقراطي الأميركي، إلا أن الوثيقة شددت على "مبدأ الحزبين" و"تعزيز العلاقة مع الحزب الديمقراطي". وقالت الصحيفة إن هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة من خلال التطرق المباشر إلى "الاستعداد لنتائج الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر 2018" للكونغرس. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إن في أعقاب فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة، العام الماضي، وخطواته في الشرق الأوسط، فإنه يسود تخوف في إسرائيل من "رد فعل مضاد" من جانب الحزب الديمقراطي بهذا الخصوص.

منع أزمة إنسانية في غزة

قالت وثيقة الخارجية الإسرائيلية بما يتعلق بالوضع في قطاع غزة إنه ينبغي التركيز على "تحقيق تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، من خلال "التشديد على منع أزمة إنسانية"، وهذا تحذير لم يظهر في وثيقة الغايات للعام 2018.

ووفقا للصحيفة، فإن السعي إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع مصر والأردن يظهر في الوثيقة بشكل متواصل، لكن تركيا غائبة كليا عن الغايات الدبلوماسية المركزية لإسرائيل.

وعكست الوثيقة سعي نتنياهو، في الفترة الأخيرة، إلى توثيق علاقات إسرائيل مع كتل دولية في أوروبا وأميركا الجنوبية، وتحدثت عن "استخدام النجاحات التي حققتها إسرائيل في المستوى الثنائي والمتعدد العلاقات، من خلال التشديد على تحسين متواصل للتصويت (لهذه الدول في الهيئات الدولية)"، مشيرة بشكل خاص إلى "بناء تحالفات مع دول كتل فيسيغراد والمثلث اليوناني ومجموعة دول البلطيق".

وبين الغايات التي أشارت إليها الوثيقة، ربط تطوير العلاقات السياسية بالصادرات الأمنية، على أنها "غاية وطنية مركزية". وقالت الوثيقة إن "التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب، والتشديد على الصادرات الأمنية، كمحصلة لمحاربة الإسلام المتطرف كأساس للتعاون الإستراتيجي ( مع دول عربية) في المنطقة وأوروبا ومناطق أخرى والاستفادة منها لتجميع إنجازات سياسية". وكان نتنياهو كرر القول، العام الفائت، إن إسرائيل "تدافع" عن أوروبا في المجال الأمني، خاصة عندما سعى إلى إقناع الاتحاد الأوروبي بدعم مواقفه في الموضوعين الفلسطيني والإيراني.

وفيما يتعلق باليهود في العالم، دعت الوثيقة إلى "توثيق العلاقة مع التيارات اليهودية المختلفة وترسيخ خطاب تجاه جهات مركزية ليبرالية في العالم اليهودي وخارجه". وفيما يتعلق بالعلاقات مع جاليات غير يهودية في العالمن دعت الوثيقة إلى "مواصلة تعميق النقاش بين الديانات والتشديد على المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، ومع الكنيسة الكاثوليكية وديانات الشرق والإسلام المعتدل".