(ترجمة خاصة: عرب 48)

في صيف شمالي نصف الكرة الأرضية، أمضى الباحثون مدة شهرين وهم يجمعون عيناتٍ لأرضٍ يابسة مغمورة تُعرف باسم "زيلانديا".

وكنتيجة لذلك، سنتمكن من تحصيل معرفة جديدة حول كل شيء ابتداءً من أشكال الحياة القديمة وحتى التغير المناخي.

فقبل عشرات الملايين من السنين، غُمرت تحت المحيط الهادئ أرض يابسة يشار إليها باسم "زيلانديا". وهذا الصيف، انطلق فريق من العلماء في رحلة استكشاف بحرية باستخدام أدوات بحثية متقدمة، وقد تؤدي النتائج إلى تصورات جديدةً كلياً حول واقع الأرض فيما قبل التاريخ.

جاء أكثر من ثلاثين عالماً من إثنتا عشرة دولة مختلفة إلى هذه رحلة. وعن طريق الحفر في طبقات المحيط لحوالي 1219م تحت السطح، تمكنوا من جمع 2438م من الرواسب الأساسية التي ستعطينا لمحة حول التحولات الجيولوجية التي جرت خلال السبعين مليون سنة الأخيرة.

كتب ستيفان بيكر، أحد العلماء العاملين على هذه الدراسة: "تعمل هذه الرواسب كآلات زمنية تمكننا من الرجوع في الزمن بعمق، حيث كشفت أولاً عن وجود انهيارات جليدية قديمة تحت الماء ثم وجدنا دلائل عن صخور تشكلت من أصول نارية".

"بإمكان المرء أن يتخيل وجود جبال بمكان ما بالقرب من زيلانديا والتي أدت لخروج الصخور النارية والدخان منها".

يُعتقد أن زيلناديا قد انقطعت عن أستراليا قبل 60 و85 مليون سنة لتشكِّل نيوزيلندا والجزر الأخرى في المنطقة. ولكن، لا زال هناك بعض الجدل حول إمكانية تصنيفها كقارة أم لا.

في شباط/ فبراير 2017، أخبر عالم الجيولوجيا من جامعة نورثويسترن مايكل سكوتيس مجموعة ناشيونال جيوغرافيك أنه بالرغم من كونها ذات طابع قاري بالأصل، إلا أنها ليست قارة. ويقارن علاقتها مع أستراليا بالعلاقة بين أميركا الشمالية وغرينلاد، وأفريقيا ومدغشقر.

الأحافير المكتشفة

خلال عملية الاستكشاف، وجد الباحثون 8000 أحفورة، وهو ما أعطى الفريق فرصة لدراسة مئات الكائنات المختلفة.

إن معرفة المزيد عن الكائنات التي عاشت في زيلانديا قبل أن تُغمر يمكن العلماء من صياغة توقعات تقريبية حول ماهية الظروف التي عاشتها.

يقول قائد الرحلة جيرالد ديكنز "إن اكتشاف الصدفات المجهرية للكائنات التي عاشت في البحار الدافئة الضحلة، بالإضافة للجراثيم ولقاحات نباتات الأرض، يبيبن كيف كان مناخ وجغرافيا زيلانديا مختلفاً بشكل كبير عما مضى".

وبناء على البقايا المكتشفة، يعتقد أنه كان هناك حيوانات برية قد عاشت ذات مرة في زيلانديا. حيث يبدو أن المنطقة عملت كجسر يمكن استخدامه للتنقل بين القارات، وذلك بحسب تقرير عن ذا غارديان.

عودة إلى زيلانديا

من المتوقع أن مكتشفات هذه الرحلة ستساعدنا في تشكيل فهم أفضل حول كيفية انتشار الحياة عبر جنوب المحيط الهادي، وستقدم بعض التصورات الجديدة حول ما إذا كانت زيلانديا قارة أم لا.

بالرغم من معرفة العديد من الجيولوجيين المعروفين لهذه المنطقة، إلا أن هذه كانت أول ورقة مشتركة تدخل في التفاصيل.

كما قدمت الرواسب الأساسية والأحافير المجمَّعة في هذه الرحلة للباحثين الكثير من العمل عندما يرجعون لبلادهم، ولكن منظمي الرحلة متحمسون جداً للعودة للمنطقة.

فهناك آمال كبيرة من قدرة الدراسات القادمة على تقديم مزيد من المعلومات حول التغير المناخي، بحيث تكون مرتبطةً بتاريخ مناخ زيلانديا منذ ملايين السنين وحتى الآن.

وثمة مجموعة من معدات الاستكشاف والحفر الجاهزة لزيارة المناطق القريبة من نيوزيلندا وأستراليا وأنتاركيتكا في عام 2018.