أبرز القضايا المطروحة على طاولة القمة الأوروبية

(ترجمة خاصة: عرب 48)

أمام اللحظات الحاسمة لقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيركز اجتماع زعماء الاتحاد هذا الأسبوع، في المقابل، على أزمات كبيرة أخرى أثناء تعليق مفاوضات خروج بريطانيا.

أُعدَّ اجتماع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يومي الخميس والجمعة، للإعلان عن ضعف التقدم في مباحثات الانفصال مع المملكة المتحدة المتعلقة ببدأ تمكين مفاوضات تجارية موازية معها. هذا يعطي الحكومة مساحة لنقاش الأولويات الأخرى، ابتداءً بتهديدات ترامب بوقف اتفاقية إيران النووية وحتى قضية كوريا الشمالية.

وهذه بعض التفاصيل حول ما سيناقشه زعماء الاتحاد الأوروبي.

الصراع مع تركيا

يخطط الزعماء لزجر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسبب عمليات فرض النظام التي يمارسها على خصومه السياسيين المحليين مع تجنب أي تغيير في السياسات، مثل تأجيل مفاوضات التحاق تركيا بالاتحاد والتي دامت 12 سنة. يكشف هذا عن مدى تلائم الواقع الراهن مع دول الاتحاد الأوروبي الثمان والعشرين، وذلك مع مباحثات العضوية وحماس الاتحاد نحو قيام إردوغان بتدعيم اتفاقية 2016 لوقف تدفق لاجئي الشرق الأوسط. ومع ذلك، وبينما لا يُتوقع اتخاذ أي قرار في القمة، يتوقع دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي حدوث نوع من الإجماع حول الخطوات المستقبلية بخصوص الإمدادات المالية الموجهة لتركيا.

اتفاقية إيران النووية

سيؤكد المسؤولون في الاتحاد الأوروبي على عزمهم على دعم اتفاقية إيران النووية بعد تهديدات ترامب خلال الأسبوع الماضي بالانسحاب من الاتفاقية (والتي تطلب الوصول إليها 12 سنة) وطلبوا من الكونغرس تقوية شروطها خلال 60 يومًا. تعلِّق أوروبا آمالها على المشرِّعين في واشنطن للحفاظ على اتفاقية عام 2015، قائلةً إن إيران ملتزمةٌ بشكل كامل بها وإن الاتفاقية أصبحت مهمة الآن أكثر من أي وقت على صعيد الأمن الدولي بعد مساعي كوريا الشمالية لإجراء تجارب الأسلحة النووية.

تأخير التجارة الفرنسية

سيأخذ رئيس فرنسا المنتخب حديثًا، إمانويل ماكرون، خطوة نحو تغيير برنامج فرنسا القديم مع الاتحاد الأوروبي، وذلك عندما حذر الاتحاد من الدخول في المزيد من اتفاقيات التجارة الحرة، والتي تعتقد باقي الحكومات الأوروبية أنها مفتاح مجابهة ميول ترامب الحمائية.

لم تأت خطوة ماكرون، رئيس أكبر مُصدر زراعي أوروبي، مصادفة، فمفاوضو الاتحاد الأوروبي يسعون لعقد اتفاقية سوق مفتوح في نهاية العام مع مجموعة "ميركوسور" في دول أميركا اللاتينية (بعد عقدين من التردد في شأن ذلك).

يستعدون كذلك للبدء بمباحثات مع أستراليا ونيوزيلندا. ما سيدفع المزارعين الفرنسيين إلى منافسة حادة في الاستيراد. ومع ذلك، فإن قرار ماكرون بإضافة التجارة ضمن أجندة القمة يعطي الزعماء فرصة لنقاش أوسع حول إستراتيجيات الاتحاد، خاصة في ضوء الثورة الشعبوية التي كادت أن تحبط اتفاقية مهمة مع كندا.

كوريا الشمالية

سيعيد زعماء الاتحاد الأوروبي دعواتهم لكوريا الشمالية "لقطع برامجها النووية والصاروخية بطريقة تنافسية وفعالة ونهائية".

قام الاتحاد مؤخرًا بزيادة عقوباته على النظام، بما في ذلك منع كافة الاستثمارات في جميع القطاعات، وتطبيق حظر كامل على مبيعات النفط. كما سيخطط الزعماء لـ"تدابير إضافية"، وذلك بحسب آخر وثيقة لخلاصات القمة التي حصلت عليها "بلومبيرغ". يقول الدبلوماسيون إن سعي ترامب لنقض اتفاقية إيران النووية لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأوضاع أكثر، لأنها ستعطي انطباعا بأن الغرب لا يلتزم مع الدول التي التفاوض معها.

أموال الهجرة

تعتزم دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا وألمانيا، للتقدم بخطوة نوعية حول مقترح عام 2016 المثير للجدل، والذي يعارضه الأعضاء الشرقيون، لتجديد قوانين اللجوء الأوروبية عبر تأسيس نظام لإعادة توزيع اللاجئين عبر أرجاء الاتحاد عندما تُثقَلُ أي دولة من كثرة الهجرات.

أخبر رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جنتيلوني، المشرِّعين في روما، يوم الأربعاء، أنه سيستكمل "معركة" بلاده في القمة لتحقيق "التزام أكبر" من الدول الأعضاء الأخرى لإدارة تدفق المهاجرين القادمين من دول الشرق الأوسط. وقال إنه سيضغط من أجل موارد أكثر وحضور أكبر للمؤسسات الإنسانية في ليبيا، والتي كانت مستعمرة إيطاليةً في السابق.

استقلال كاتالونيا

بالرغم من عدم وجودها رسميًا في أجندة القمة، إلا أن الزعماء سيلقون نظرةً على الأحداث الجارية في كاتالونيا، مع التزام رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، لإبطال السلطات المنقسمة في المنطقة إلا لو أعلن الزعماء الانفصاليون عن تراجعهم عند الساعة العاشرة صباحًا من يوم الثلاثاء. وفي حال فقدت قوات فرض السلطة الإسبانية السيطرة كما حصل معهم خلال الاستفتاء غير الشرعي في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، سيجد زملاء راخوي أنفسهم في موقف محرج من عدم قدرتهم على حل السياسات المحلية.

أنبوب الغاز الروسي

قد يسعى رئيس الوزراء البولندي، بياتا سيدلو، إلى جلب الدعم من نظرائه لخطة تجريها المفوضية الأوروبية من أجل جعل مشروع خط الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2"، الروسي، متلائمًا مع قوانين الطاقة الخاصة بالاتحاد الأوروبي.

ومع بقاء ذلك معلقًا بمقترحٍ من المفوضية للحصول على وساطة للتفاوض مع روسيا، يقال إن السلطة التنظيمية ضمن الاتحاد الأوروبي تقوم بوضع قانون يُخضِعُ جميع أنابيب غاز دول العالم الثالث لقوانين السوق المفتوح الخاصة بالاتحاد. سيحتاج مثل هذا القانون لدعم من الحكومات المحلية والبرلمان الأوروبي كي يتم تطبيقه.

مستقبل الاتحاد الأوروبي

بعد تناول وجبة الإفطار يوم الجمعة، سينظر زعماء الاتحاد الأوروبي في خارطة مسارات الاتحاد خلال السنتين القادمتين، بما فيها تمتين التعاون العسكري وتعميق التكامل المناطقي الأوروبية. في خطاب له يوم الثلاثاء، رسم رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، المسارات التي ينبغي أن يتقدم فيها الاتحاد الأوروبي في مجالات رئيسية، ودعا الزعماء لتعزيز انخراطهم. قال دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي إن الخطاب تم استقباله بشكل جيد من قِبَل العواصم المحلية.

عشاء مجموعة فايسغراد الفاخر

بالنسبة لمعظم الدبلوماسيين في بروكسل، يعد التوجه المتسارع للحكومات الشرقية نحو الاستبداد تهديدًأ أكثر خطورة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، في مقابل خروج بريطانيا من الاتحاد. استضاف رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر، زعماء بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا يوم الأربعاء، لتناول العشاء، كمحاولة لتخفيف التوترات حول سياسات اللجوء، واحترام حكم القانون. أسفر العشاء الفاخر عن تعهد بسعي المفوضية لبناء بيئة إجماع بين ما يعرف ببلاد مجموعة فايسغارد الأربعة، وباقي الاتحاد الأوروبي

... ودخان سام

في حال لم يمتلئ دماغ زعماء الاتحاد بالصداع حتى الآن، فقد يُحدث الدخان السام ذلك. فالمبنى الأوروبي القوي الجديد، والذي يعتبر المكان الأساسي لاستضافة المجلس الأوروبي، والذي كلَّف 321 مليون يورو، تم إخلاؤه مرتين خلال الأسبوع الماضي بعد "مشاكل تقنية" غير محددة في أنظمة التهوية تُنتج دخانًا ضارًا نقل على إثره موظفين في المبنى إلى المستشفى. تم نقل مكان القمة إلى مبنى جستس لبسيوس المجاور، منحيًا محور جدل الزعماء حول التهديدات الأمنية الدولية، لتطغى عليها المشاكل الأمنية المحلية.

*عنوان المادة التي نشرت في "بلومبيرغ": "قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن تكون الموضوع المسيطر في قمة الاتحاد"؛ أعدها: جوناثان ستيرنس، فيكتوريا ديندرينو، ليوبوف برونينا.