في ما يلي ترجمة خاصّة بـ"عرب 48" بتصرُّف:


تُحاول "نتفليكس" أن تختبر وتُخطِّط إجراءات جديدة باستمرار. وفي كل مرة تضغط فيها على زر التشغيل لتفعيل الحلقة أو إيقافها أو حتى تأجيلها واعتزال مشاهدة التلفزيون بشكل كامل، تعمل المنصة على جمع المعلومات حول المحتوى الأكثر تفضيلا بالنسبة لك.

وتستهدف منصة نتفليكس أكثر من 300 مليون مشترك، ما يجعل هذه المعلومات بالغة الضخامة من حيث الكمية، وتستند جميعها على ما يراه المستهلك عندما يبحث عن برنامج أو فيلم آخر بهدف مشاهدته.

وأوضح نائب رئيس عرض المحتوى في الشركة، تود ييلن، الذي أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في العمل لصالح نتفليكس، أن جمع المعلومات يُملي على الشركة طريقة عملها بأكملها. وقال إنه عندما يقوم الشخص بالضغط على زر التشغيل على فيديو ما في "عالم البث الحي" فإنه بذلك يُطلع هذه المنصات على معلومات شخصية أكثر من عمره أو جنسه.

ولا تشمل منظومة التوصيات الخاصة بنتفليكس أي معلومات عن جنس أو عمر المشترك لكونها تعتبر ذلك غير مفيد. بالمقابل، نعرض أدناه بعضًا من قائمة الشركة وخوارزمياتها التي تعمل على تحديد أهواء المستخدم.

اختبارات نتفليكس على المُشاهدين

تُجري نتفليكس 250 تجربة "أ/ب" كل عام، بحسب ييلن. وهو اختبار عشوائي من متغيرين (أ، ب)، بحيث يتم فحص المعادلة الأولى القائمة حاليا (أ) مقارنة مع النسخة المُطورة الحديثة (ب)، وتتبنى المنصة الأكثر حصولًا على نتائج إيجابية من بينهما.

وتُوفِّر هذه الطريقة لنتفليكس النتائج عن كيفية تجاوُب المستخدمين مع التجارب التي تختلف عن بعضها بخصائص طفيفة، بهدف معرفة أكثر الطُّرق تفضيلا للمستهلك، بحيث تعرض التباين بين اختيار المُشغل (المستخدم) للبرامج أو آلية بحث الأشخاص عنها.

وتُعتبر هذه الطريقة، إحدى الأسباب الأساسية لاختلاف رؤية أو تجربة مشترك معيّن عن الآخر في نتفليكس. إذ تمنح هذه الاختبارات مجموعة معينة من المستهلكين تجربة مغايرة لمجموعة ثانية بفروقات بسيطة ترتبط بعوامل كثيرة ابتداءً بطريقة عرض المحتوى وصولا إلى التصميم الفني للموقع وانتهاءً بكيفية عثور الأشخاص على البرامج.

وتختار الشركة نحو 100 ألف شخص لاختبار كل تجربة على حدة، بشكل عشوائي، مقابل 100 ألف مشترك آخر يُستخدمون كمجموعة ضابطة، وشرح ييلن أنه في حال اكتشاف أن إحدى النسخ (التجارب) لاقت استحسانًا أكبر بين الجمهور، أي أنها حثت أعدادًا أكبر من المشتركين على مشاهدة برنامج معيّن، قد يتم دمجها بالمنصة بأكملها لتخدم جميع المشتركين.

بطاقات البرامج

تُنشئ نتفليكس عدّة "بطاقات" وهي الصور التي تظهر للمستخدم على منصة الموقع عندما يتصفح المشترك بالبرامج والأفلام والمسلسلات المُقتَرَحة، وتُدرِجها تحت عناوين مُختلفة.

وينبع منطق هذه العملية من تمكين المشترك العثور على الخيارات (البرامج) الأكثر رواجا، حيث يختلف عرض هذه البطاقات في كل مرّة يدخل بها المستخدم إلى المنصة، فقد توضع مسلسلات مُعيّنة تحت عنوان واحد في إطار عمليّة حسابية معيّنة تتغير كل مرّة تدخل فيها إلى الموقع.

وتُعرض البطاقة التي تحصل على أكبر عدد من نقرات المشتركين المختلفين أمام جميع المستخدمين. وقال ييلن إن التطوُّر القادم سيشمل إرفاق الفيديوهات الدعائية للأفلام والبرامج التي ستُشغَّل تلقائيًّا بين الحلقات.

البرامج المُقترحة

ويتنقل المشترك بين 40 وحتى 50 عنوان مختلف بالمعدل حتى يختار ما يريد أن يُشاهد. وربما تكون أسطر البطاقات التي تعرضها نتفليكس أمام المشترك هي أكثر ما نتج عن تحليل بياناته، وهي متعلقة بشكل أساسي بتاريخ المشاهدات الخاص به.

وأشار ييلن إلى أن المنصة تستطيع توفير "عشرات الآلاف من أسطر البطاقات" للمستخدم الواحد، مضيفا "أستطيع أن أظهر لك سطرا بالإصدارات الأخيرة أو ببرامج الإثارة والمغامرة (...) أو الإثارة السوداء أو تلك السخيفة أو البرامج الرومانسية أو الرومانسية الكوميدية".

وقد تحمل أسطر البطاقات عناوين غربية بعض الشيء كـ"فساد الشركات" أو عناوين أخرى مُنتزعة من أسماء البرامج.

ولا تعرض المنصة للمشتركين تركيبةَ أسطرِ بطاقاتٍ متماثلة، لكن نتفليكس تقوم من حين إلى آخر بـ"إلقاء" برامج جديدة وبرامج مُعينة تعتقد أن المشترك قد يكون مهتمًّا بمشاهدتها، خصوصا لدى الأشخاص الذين يستخدمون منصتها بكثافة عالية.

في حال عدم إكمال المشاهد للمسلسل معيّن، رغم مشاهدته لبعض حلقاته، يقوم الموقع برفع بطاقة المسلسل إلى أعلى الصفحة في أحيان متقطعة، بهدف إغراء المشترك وحثِّه على إكمال المسلسل مجددا.

التوصيات تتعلَّق بساعة الدخول

تُخصِّص نتفليكس توصياتها للمشترك بحسب توقيت مشاهدته للبرامج، ولم يكشف ييلن عن ماهية الفروقات بين دخول المشاهد للمنصة في الساعات المتأخرة أم المبكرة، إلّا أنه قال إن التوصيات تختلف بحسب الساعة.

وخلُص ييلن إلى القول: "نُجري تجارب على الكثير من الإشارات" حيث أن المنصة قد تُظهر للمشترك الذي يدخل إليها في ساعات متأخرة من الليل، برامج أقصر، أو برامج قد بدأ فيها مُسبقا، باعتقاد أن معظم المشتركين قد لا يحبذون مشاهدة برامج طويلة في هذه الساعات.

اقرأ/ي أيضًا | أساطير عصريّة حول مرض السرطان