افتتح الليلة الماضية، معرضا تحت عنوان "الوجوه والحيز من خلف القضايا" بالتزامن مع مرور 70 عاما على النكبة، وذلك ضمن مشروع "النكبة والقانون" الذي يشرف عليه مركز عدالة.

وستستمر فعاليات المعرض المقام في مقهى "فتوش" بمدينة حيفا لمدة شهر، مع الإشارة إلى أنه سيتم خلال ذلك استكشاف أبعاد متعددة تلتقي فيها النكبة بالقانون في قضايا "عدالة" من خلال عرض وجوه أصحاب هذه القضايا وحيزهم، ومن خلال قراءة قصص مختارة من قبلهم.

ونظمت في اليوم الافتتاحي للمعرض ندوة حضرها العشرات من الحضور، وتحدث خلالها كل من المهجرين سلوى قبطي ويعقوب عودة، بالإضافة إلى مدير عام مركز عدالة، المحامي حسن جبارين، ومركزة مشروع "النكبة والقانون"، المحامية سهير أسعد.

وروت المهجرة من قرية معلول، سلوى قبطي، عن معاناتها منذ النكبة التي تعتبر نفسها وإياها توأمان، باعتبار أنها كانت آنذاك جنين في رحم والدتها، وقد خرجت إلى الدنيا دون أن تنعم برؤية والدها، فارس أبو سلامة، الذي استشهد في العام 948".

وأشارت إلى أن صورة والدها لا تفارقها منذ الصغر، وأمنيتها الوحيدة هي زيارة قبره في المكان الذي أقيم فيه معسكرا مغلقا على أنقاض قرية معلول.

وأكدت أن "أحداث النكبة كانت مخيفة جدا، لا يمكن أن يتصورها عقل باستثناء من عاش تلك الفترة، ومن هنا لا بد من التشديد على عدم التفريط بأرض الآباء والأجداد من منطلق أن فلسطين لنا ولا يمكن التنازل عنها أبدا، وبالأخير نؤكد تمسكنا بحق العودة، ومن هذا المنطلق نقول إنه إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر".

وتحدث يعقوب عودة عن قرية لفتة المهجرة التي نشأ وترعرع بها قبل أن يهاجرها وهو في الثامنة من عمره، مبينًا أن "تعدادها السكاني بلغ 3 آلاف نسمة في العام 1948، وكان في القرية نبع ماء جار على مدار أيام السنة ومسجد يعود لأيام صلاح الدين الأيوبي، إلى جانب مشاهد خلابة ومنازل في حضن الطبيعة".

وتابع أنه يقوم بين الحين والآخر بزيارة موقع القرية، معربا عن شعوره الجميل الذي ينتابه في تلك اللحظات التي يشم خلالها رائحة أهله وأقاربه ويستعيد شريط ذكرياته وما قضاه في تلك السنوات من عمره.

وشدد على أن "الاحتلال دمرّ كل شيء غير أنه لم ينل من كراماتنا وإراداتنا، ونحن نؤمن بنقل الرسالة من جيل إلى آخر، مع التأكيد على أن حق العودة لا عودة عنه، ونقول لكل من راهن عكس ذلك مثل غولدا مئير وبن غوريون خاب ظنكم وخسئتم".

وقالت مركزة مشروع "النكبة والقانون" في مركز عدالة، المحامية سهير أسعد، لـ"عرب 48"، إننا "نهدف من خلال هذا المشروع إلى فحص علاقة النكبة بالقانون، سيما وأن النكبة لم يكن حدثا عابرا في العام 1948 وانتهى، إنما نتج عنها منظومة قانونية كاملة لا زالت انعكاساتها موجودة في حياة الناس حتى يومنا هذا".

اقرأ/ي أيضًا | "عدالة" و"أطباء لحقوق الإنسان": إخلاء فرح من المشفى كان بضغط من الشرطة

وختمت أسعد بالقول إن "المعرض يتضمن 12 قضية من قضايا عدالة، حيث قمنا بأخذ قصص وشهادات أصحاب هذه القضايا وقمنا بتوثيقها، بالإضافة إلى صور لحيز ووجوه مرتبطة بذلك".