كشفت دراسة كندية حديثة أجراها باحثون في جامعة "توركو"، عن علاقة وطيدة بين "راحة البال" ومستوى الرفاهية أثناء النهار، والأحلام الإيجابية في الليل، والتي ينعكس تأثيرها إيجابيًّا على الصّحة العقلية.

وتابع فريق الباحثين الذين أجروا الدراسة، مجموعة من الأشخاص الأصحاء، من خلال تعبئتهم لاستبيانات على مدار 3 أسابيع، لدراسة نوعية الأحلام، إذ احتفظ المشاركون والمشاركات بمفكّرة لتدوين الأحلام بشكل يومي وكتابة فحوى أحلامهم وتقييماتهم للانفعالات التي عايشوها في كل حلم.

وأظهرت النتائج أنّ من تمتّعوا براحة البال، والتي تمثّلت بمسوى عال من الرفاهية، دوّنوا محتويات أكثر إيجابيّةً وسعادةً لأحلامهم، مقارنةً بأحلام أولئك الذين تمتّعوا براحة أقل لبالهم، إذ أنّ من سجّلوا مستويات أعلى من القلق أثناء النهار، شاهدوا أحلامًا أكثر سلبيّةً أثناء نومهم.

وأشار الباحثون في التقري الذي نشر في مجلّة "ساينتفيك ريبورتس" العلميّة، إلى أن الدراسة تربط بين محتوى أحلام المنام بصحّة اليقظة، وبالصّحة النفسية والعقلية، إذ تمّ إجراء اختبارات نفسية وعقلية للمشاركين، فيقول الباحثون أن دراسة أعراض المرض النفسي والإحاطة بها لا تكفي لدراسته، بل يجب أن تتمّ دراسة الظروف المحيطة بالمريض.

وقال قائد فريق البحث، الدكتور بيليرين سيكا، لوكالة "الأناضول" إن راحة البال هي حالة من السلام والانسجام الداخلي، تعبر عن نوعية الحياة التي يعيشها الشخص، خاصّةً في ظلّ ارتباط الرفاهية بالسعادة في ثقافات العديد من الشعوب.

وأضاف أنّه "رغم ندرة الأبحاث التي تناولت راحة البال بشكل مباشر في دراسات حول الرفاهية، إلا أنها تعتبر دائمًا قضية مركزية للازدهار البشري".

وأشار سيكا إلى أنّ مقدرة الإنسان على تنظيم مشاعره تتناسب طرديًّا مع ارتفاع مستوى رفاهيته، وأنّ تنظيم المشاعر لا يقتصر فقط على حالة اليقظة بل أقناء النوم أيضًا، أي في الأحلام، مؤكّدًا أنّ العكس يكون صحيحًا، إذ أنّ أولئك الذين يعايشون ظروفًا عصيبةً أكثر، أو أقل رفاهية، تسبب مستويات أعلى من القلق، تحوجهم فعليًّا لأحلام اليقظة بحياةٍ أكثر رفاهية، تكون أحلامهم أكثر سلبيّةً.

ونوّه أن الدراسات المستقبلية للفريق ستركز على استكشاف قدرة راحة البال في تنظيم العاطفة بشكل أفضل، والتحكم في النفس بشكل عام، وما إذا كان تحسين مثل هذه المهارات يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مزيد من راحة البال.

اقرأ/ي أيضًا | هل يمكن أن تقدّم الأحلام حلولًا لمشاكلنا؟