تُمثل السنوات الأخيرة بالنسبة لمحبي كوميديا الـ"ستاند أب" وبالترجمة الحرفية (كوميديا الوقوف)، أكثر الفترات متعة ليس بسبب اكتظاظها بالعروض الحية فحسب بل لأن عملاق الترفيه "نتفليكس" زاد من منالية هذه العروض على الإنترنت بشكل لافت.

وقالت قناة "سي إن إن" الأميركية إن نتفليكس جعلت الشرائط المصورة لهذه العروض متوفرة بشكل كبير، بعد أن استثمرت في هذا المجال ملايين الدولارات، ووضعت خانة جديدة في مكتبتها تحت اسم ستاند أب.

واستطاعت شركة البث المحتوى المرئي على شبكة الإنترت، تصدر المجال دون منازع، فيما تنوي شركات أخرى مؤخرا كـ"إتش بي أوه" و"أمازون" وحتى "دزني" منافستها.

وأشارت "سي إن إن" المملوكة لنفس شركة الأم لشركة البث "إتش بي أو" إلى أنه يبدو أن نتفليكس تصارع لتفصل نفسها حتى لا تدخل في هذه المنافسة، ويبدو أن "تحصينها" لنفسها عبر إنتاج كم هائل من المحتوى الخاص بها (دون شراء حقوق النشر من شركات أخرى)، سيكون سبيلها في ذلك.

واعتبرت القناة استثمار نتفليكس غير المسبوق في مجال الستاند أب، خطوة جريئة بدأت تُثبت نجاحها.

ونقلت القناة أقوال الناقد الكوميدي في مجلة "نيو يورك تايمز"، جيسون زينومان: " الستاند أب رخيص، ويُمكنك أن تجلب اهتماما كبيرا لعمل لا يحتاج سوى لمايكروفون وموظف واحد".

وأشار مدير في شركة أميركية لتنمية المواهب الكوميدية "كوميدي سنترال" إلى أن شركته سجلت 166 مليون ساعة مشاهدة لعروض ستاند أب على منصتها في العام الماضي، مما يُشير إلى أن "شهية" الناس لهذا النوع من الكوميديا كبيرة للغاية.

وتؤكد الأرقام الكبيرة لساعات مشاهدة المحتوى الكوميدي، على أن استثمار نتفليكس في هذا المجال وخوصوًا بالعروض الحصرية، سيجلب شارئح مختلفة من المستهلكين الذين سيستخدمون منصتها بشكل كبير، ومع حصد الشركة لكميات لا تُحصى من المعلومات الشخصية المتمثلة بأهواء المشاهدين وأذواقهم على مدار السنوات الأخيرة، فإن هذا من شأنه يحثهم على الغوص في الموقع لمشاهدة أمور  أكثر من الستاند أب كوميدي.

اقرأ/ي أيضًا | نتفليكس: الوحش التكنولوجي النائم