أصدرت مجلّة "بيغ ثينك" الأميركية، تقريرا عن بناء فاحشي الثراء من أصحاب الشركات التكنولوجية لملاجئ عملاقة وفاخرة في نيوزيلندا تحسبا من أحداث قد تدمر العالم.

وافتتحت المجلة تقريرها بنبرة ساخرة من تعليقات بعض هؤلاء الأغنياء على أسباب بناء هذه المنتجعات تحت الأرض، حيث قالت "عندما يأتي الأموات الأحياء أو تُمطر (الدنيا) قنابل أو في حالة نشوب حرب بيولوجية، إلى أين سنذهب؟".

وقالت المجلة إن نيوزيلندا التي يبلغ عدد سكانها نحو 4.8 مليون إنسان، أصبحت في السنوات القليلة الماضية، وجهة للأميركيين الراغبين بوضع "خطط بديلة" باهظة الثمن لأنفسهم في حال وقوع كارثة عالمية. وهو ما يُعتبر استثمارا منطقيا في حال وصول ثروة الشخص إلى درجة معينة.

ووصف رئيس الوزراء السابق في نيوزيلندا، لوكالة الأنباء الأميركية "بلومبرغ"، مجيء هؤلاء إلى بلاده على النحو التالي "إنها آخر محطة قبل الوصول إلى أنتاركتيكا"، مُضيفا "نحن نعيش في عالم حيث يمتلك بعض الأشخاص ثروات هائلة إلى درجة أن بهذه الكميات الهائلة من الأموال، يُعتبر تخصيص جزءا صغير جدا منها لخطة بديلة، أمرا ليس بالجنون الذي نعتقد".

خريطة توضيحية لأحد الملاجئ.  (Rising S. Co.)

وأشارت "بيغ ثينك" إلى أن بعض الذين يهيئون أنفسهم لما وصفته بـ"يوم القيامة"، يحتفظون بطائرات مروحية مزودة بالوقود وجاهزة للإقلاع في أي وقت، وبعضهم الآخر يمتلك نقودا ذهبية وعتادا طبي كاملا.

وقال أحد مؤسسي موقع "ريديت"، الثري ستيف هوفمان، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنه يحتفظ بمسدسات ودراجة نارية في حالة تأهب، وعندما سُئل عن السبب من وراء ذلك، أجاب أنه تأثر بأحد مشاهد فيلم "الاصطدام العميق" الذي يتناول قصة خيال علمي يتدمر فيها معظم العالم جرّاء اصطدام نيزك كبير به.

وشرح هوفمان للصحيفة، أنه خلال المشهد "يُحاول الجميع الهرب لكن أزمة سير ضخمة تردعهم عن ذلك (...) وكلما استذكرت هذا المشهد، أقول لنفسي إني أحتاج لشراء دراجة نارية لأن الجميع سيهلك (بسبب أزمة السير)".

وفي الآونة الأخيرة، بدأ بعض أغنياء "وادي السيلكون"، وهو المكان الذي تتجمع فيه جميع الشركات التكنولوجية الكبرى في الولايات المتحدة، ببناء ملاجئ على درجة عالية من الدقة تحت الأرض في جزيرة نيوزيلندا، والتي يأتيها هؤلاء بسبب قوانينها المرنة بما يتعلق بامتلاك العقارات، وتميزها بكونها جزيرة نائية تقع في مكان يبدو محايدا في حال نشوب حرب عالمية.

ولفتت مجلة "بيغ ثانك" إلى تحول بعض هذه الملاجئ إلى تجارة، حيث شُيدت ملاجئ يُمكنها تحمل نحو 300 شخص، يستطيع الأشخاص حجز ماكنا لهم في داخله مقابل عشرات آلاف الدولارات للشخص الواحد، إلا أن هناك ملاجئ تم تشييدها بالكامل في الولايات المتحدة ونقلها إلى نيوزيلندا بسريّة و"دفنها" تحت الأرض، دون أن تخلف أثرا ورائها، والتي قد تصل تكلفة المكوث فيها لـ8 مليون دولار للشخص الواحد.

مع ذلك، يبدو أن أحلام الأثرياء في اللجوء إلى أطراف العالم هربا من الحروب والويلات المُحتملة لن يستمر طويلا، حيث أن سلطات نيوزيلندا قامت بسن قانون يمنع الأجانب من امتلاك العقارات والبيوت، أي أن هؤلاء سيحتاجون الآن إلى مواطنة كاملة من أجل الاختباء في الجزيرة. 

اقرأ/ي أيضًا | أميركا: استثمار لتطوير جيل جديد من الذكاء الاصطناعي بالجيش