* 'لما أولادي يفكوا الإضراب رح أفك'.

* أنا مش قادرة أقدملهم شي واللي بقدر أقدمه إني أجوع مثلهم'.


 

مرّ اليوم أسبوعٌ على خوض لطيفة الناجي، والدة أربعة أسرى مضربين عن الطعام، ذات الإضراب تضامنًا مع أبنائها الذين يقضون أحكامًا بالمؤبدات في سجون الاحتلال.

ويقضي نجل الحاجة الناجي (70 عامًا)، ناصر أبو حميد، حكمًا بالسجن (7 مؤبدات)، ونصر (5 مؤبدات)، وشريف (4 مؤبدات)، ومحمد (3 مؤبدات)، وكان زوجها محمد استشهد قبل سنتين.

ويعتري الأم المجهدة هزال شديد، خصوصًا وأنها لا تتناول سوى الماء والملح فقط، رغم إصرار المقربين على فك إضرابها خشيةً على صحتها، لكنها لن تفعل ذلك إلا بإنهاء أبنائها لإضرابهم.

وتقول في حديث لوكالة 'صفا': 'ما بقدر آكل لما يكونوا أولادي شاعرين بالجوع .. ولما أولادي يفكوا الإضراب رح أفك .. أولادي أمضوا في السجون أكثر من نص أعمارهم .. وما بقدر أعمل اشي إلهم إلا إني أتضامن معهم .. أنا مش قادرة أقدملهم شي واللي بقدر أقدمه إني أجوع مثلهم'.

تشعر بالفخر وهي تقف مع أولادها

وتقول آلاء ناجي، زوجة نصر، إن حماتها تصر على الإضراب عن الطعام رغم محاولات اقتناعها بالعدول عن ذلك، خوفاً على صحتها وتقدمها في السن.

وتضيف أبو حميد لوكالة 'صفا' أن الناجي تشعر بالفخر وهي تقف مع أولادها بكل ما تستطيع فعله حتى لو كلف ذلك حياتها.

وعن حالة الأسرة تحدث أبو حميد: 'رغم شعورنا بالفخر مما قاموا به ولا زالوا يواجهون الاحتلال في سجونهم، إلا أننا كأسرة بتنا نفقد إحساسنا بالحياة الطبيعة ودخلنا في مرحلة قلق، فهناك زوجي وأشقاءه الثلاثة مضربون في السجون ولا أحد يعلم ماذا سيحصل لهم، ووالدة زوجي كذلك'.

وتضيف: 'أنا كزوجة أسير مضرب يبقى تفكيري على الدوام في إضراب زوجي وطريقة حياته، وكيف يعيش وكيف يتحرك'.

ويحاصر أبو حميد المزيد من الارتباك والخوف من الساعات والأيام القادمة، 'الإضراب قد يطول بخمسة مضربين، أربعة في السجون والحاجة في المنزل .. نفسيتي متعبة ووضع منزلنا يسوء أكثر'.

أما عن أولادها فتقول: 'أولادي الاثنان رائد (16 عامًا) وعائد (15 عامًا) خائفان على والدهما، فقد باتوا يُدركون معنى أسير مضرب عن الطعام وآخر مضرب ومعزول ومريض في وقت واحد، ودائمًا يقولون لي شو رح يصير لأبونا؟'.

وتبين أبو حميد أن 'زوجها وأشقاءه كانوا يقبعون جميعهم في سجن عسقلان قبل الإضراب واتفقوا على الإضراب من أجل أن يحققوا مطالبهم، خصوصاً وأن الاحتلال يحرمنا من زيارتهم، وقبل أن يتوفى والدهم لم يجدوا أي وسيلة للاطمئنان على صحته وفارق الحياة دون معرفة منهم'.

وعن حالتهم بعد الإضراب، تقول: 'قمع الاحتلال ناصر إلى سجن الجلمة ومحمد إلى سجن الرملة، بينما بقي زوجي وشقيقه شريف في عسقلان.

وتأمل أبو حميد أن يتكلل الإضراب بتحقيق الأسرى لمطالبهم وتحسين ظروفهم 'على الأقل الأولاد يشوفوا أبوهم'.

ويخوض نحو 1500 أسير فلسطيني الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم السابع على التوالي، للمطالبة بتحسين ظروفهم ووقف الانتهاكات بحقهم داخل السجون الإسرائيلية.

اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو مجددا يطالب السلطة الفلسطينية بوقف مخصصات الأسرى